بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٤ - الصفحة ٣٢٤
ومنه الحديث: فبي تفتنون وعني تسألون، أي تمتحنون بي في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي، ومنه حديث الحسن " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " قال فتنوهم بالنار أي امتحنوهم وعذبوهم انتهى.
" يا ذا الحبل الشديد " إشارة إلى قوله تعالى: " واعتصموا بحبل الله " (1) و الحبل الرسن والعهد والذمة والأمان، وفسر في الآية بالايمان والقرآن وفي الأخبار أنه الأئمة عليهم السلام وولايتهم، وفي بعض النسخ بالياء المثناة التحتانية و هو القوة.
" والأمر الرشيد " أي ذي الرشد الذي من اختاره وعمل به أصاب الصلاح والرشاد، والشهود والسجود جمعا " الشاهد والساجد، وفي النهاية الودود من أسمائه تعالى فعول بمعنى مفعول من الود المحبة، يقال: وددت الرجل أوده ودا " إذا أحببته والله تعالى مودود أي محبوب في قلوب أوليائه، أو هو فعول بمعنى فاعل، أو أنه يحب عباده الصالحين بمعنى يرضى عنهم.
وقال الجوهري: الجهد والجهد الطاقة وقال الفراء بالضم الطاقة، وبالفتح من قولك، اجهد جهدك في هذا الأمر أي أبلغ غايتك، ولا يقال: اجهد جهدك، والجهد المشقة وجهد الرجل في كذا أي جد فيه وبالغ.
وقال: التوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك، والاسم التكلان " اصطنع العز " أي اختاره لنفسه واستبد به أو أعطاه من شاء، قال الفيروزآبادي ز: اصطنعتك لنفسي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه، واصطنع عنده صنيعة اتخذها، وهو صنيعي وصنيعتي أي اصطنعته وربيته.
" فاز به " أي ذهب وتفرد به، قال الجوهري: الفوز النجاة، والظفر بالخير، وأفازه الله بكذا ففاز به أي ذهب به انتهى وفي روايات العامة " وقال به " وقال شراحهم أي أحبه واختص به لنفسه نحو فلان يقول بفلان أي بمحبته واختصاصه أو حكم به أو غلب به، وأصله من القيل وهو الملك لأنه ينفذ.

(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست