39 - أعلام الدين وعدة الداعي: عن الصادق عليه السلام قال: لا تعطوا العين حظها فإنها أقل شئ شكرا " (1).
40 - العدة وروضة الواعظين وأعلام الدين: عن النبي صلى الله عليه وآله إذا قام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضى ربه عز وجل بصلاة ليله، باهى الله به ملائكته، فقال: أما ترون عبدي هذا، قد قام من لذيذ مضجعه إلى صلاة لم أفرضها عليه اشهدوا أني قد غفرت له (2) 41 - العدة: قال: دخل ضرار بن ضمرة على معاوية فقال له: صف لي عليا " فقال له: أو تعفيني من ذلك، فقال: لا أعفيك، فقال: كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا "، ويحكم عدلا "، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطف الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته.
كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، ويناجي ربه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب.
كان والله فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكنا مع دنوه منا وقربنا منه لا نكلمه لهيبته، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته، فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله.
وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه وهو قائم في محرابه، قابض على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني الآن أسمعه وهو يقول: يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت؟ أم إلى تشوقت؟ هيهات هيهات غري غيري، لا حاجة لي فيك، قد أبنتك ثلاثا "، لا رجعة لي فيها فعمرك قصير وخطرك يسير، وأملك حقير، آه آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق وعظم المورد.