دائي ذنوبي القبيحة، ودواؤك عفوك وحلاوة رحمتك.
اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني بين الجموع بسريرتي، وأن ألقاك بخزي عملي والندامة بخطيئتي، وأعوذ بك أن تظهر سيئاتي على حسناتي، وأن أعطى كتابي بشمالي فيسود بذلك وجهي، ويعسر بذلك حسابي، وتزل بذلك (1) قدمي، ويكون في مواقف الأشرار موقفي، وأن أصير (2) في الأشقياء المعذبين حيث لا حميم يطاع، ولا رحمة منك تداركني، فأهوى في مهاوي الغاوين.
اللهم فصل على محمد وآله، وأعذني من ذلك كله، اللهم بعزتك القاهرة، وسلطانك العظيم، صل على محمد وآل محمد، وبدل لي الدنيا الفانية بالدار الآخرة الباقية ولقني روحها وريحانها وسلامها، واسقني من باردها وأظلني في ظلالها و زوجني من حورها، وأجلسني على أسرتها وأخدمني من ولدانها، وأطف علي غلمانها واسقني من شرابها، وأوردني أنهارها واهدل لي (3) ثمارها، واثوني في كرامتها، مخلدا " لا خوف علي يروعني، ولا نصب يمسني، ولا حزن يعتريني، ولا هم يشغلني، قد رضيت ثوابها، وأمنت عقابها، واطمأننت في منازلها، وقد جعلتها لي ملجأ وللنبي صلى الله عليه وآله رفيقا " وللمؤمنين أصحابا "، وللصالحين إخوانا "، في غرف فوق الغرف، حيث الشرف كل الشرف.
اللهم وأعوذ بك معاذة من خافك وألجأ إليك ملجأ من هرب إليك من النار التي للكافرين أعددتها، وللخاطئين أوقدتها، وللغاوين أبرزتها، ذات لهب وسعير (4) وشهيق وزفير وشرر كأنه جمالات صفر (5) وأعوذ بك اللهم أن تصلي بها وجهي، أو تطعمها لحمي، أو توقدها بدني، وأعوذ بك يا إلهي من لهبها (6)، فصل على محمد وآله، واجعل رحمتك حرزا " من عذابها، حتى تصيرني بها في عبادك الصالحين الذين لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون.