تجعلني خاليا من نعمتك، ولا يخفى بعده.
(ولا تتركني لقا) أي شيئا ملقى متروكا لعدوك أي الشيطان يتصرف فيه كيف يشاء، قال الجوهري اللقا بالفتح الشئ الملقى لهوانه، وفي النهاية اللقا الملقى على الأرض، ومنه حديث حكيم بن حزام وأخذت ثيابها فجعلت لقا أي مرماة ملقاة وقيل أصل اللقا أنهم كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم وقالوا لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فيلقونها عنهم، ويسمون ذلك الثوب لقا، فإذا قضوا نسكهم لم يأخذوها وتركوها بحالها ملقاة، وقرء الكفعمي رحمه الله لفا بالفاء حيث قال: قوله: (ولا تتركني لفاء) أي حقيرا وهو مثل تقول العرب (قد رضي من الوفا باللفاء) يقصر ويمد، قاله شارح الدريدية، ومن قرأ لقى أراد ملقى مهانا انتهى وقال الجوهري: اللفا الخسيس من الشئ، وكل يسير حقير فهو لفا.
أقول: المضبوط في أكثر النسخ بالقاف وهو أصوب.
(إنها ليست بنكر) أي منكر ومستبعد (ولا ببدع) المراد أن العطية التي لا يحتاج معها إلى أحد ليست أمرا بديعا غريبا لم يعهد مثله (من ولايتك) قال الشيخ البهائي رحمه الله: بفتح الواو أي من إمدادك وإعانتك (اللهم ارفع بفضلك سقطتي) أي ارفعني من سقطتي أي سقوطي على الأرض، والاسناد على المجاز.
أقول: سيأتي هذا الدعاء أبسط من ذلك في كتاب الدعاء، لكن لا اختصاص له بالصباح والمساء، وأورده شيخنا البهائي رحمه الله في مفتاح الفلاح عل وجه آخر مباين للروايتين في كثير من الفقرات، وأورده في تعقيب صلاة الفجر، ولم أطلع بعد على روايته، وكذا أورد دعاء الاعتقاد أيضا في هذا الموضع ولم أر فيما عندنا من الروايات تخصيصه بالتعقيب ولا بالصباح والمساء، ولذا لم نورده ههنا.
68 - المهج: علي بن محمد بن عبد الصمد، عن جده، عن الفقيه أبي الحسن عن السيد أبي البركات، علي بن الحسين الحسيني، عن الصدوق محمد بن بابويه، عن الحسن بن محمد بن سعيد، عن فرات ابن إبراهيم، عن جعفر بن محمد بن القطان، عن محمد بن