بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٣ - الصفحة ٣٠٠
المنصور يمشي بين يديه كما يمشي العبد بين يدي سيده، حافي القدمين، مكشوف الرأس، يحمر ساعة ويصفر أخرى، وأخذ بعضد الصادق عليه السلام وأجلسه على سرير ملكه في مكانه، وجثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال: ما الذي جاء بك إلينا هذه الساعة يا ابن رسول الله؟ قال: دعوتني فأجبتك، قال: ما دعوتك إنما الغلط من الرسول، ثم قال له: سل حاجتك يا ابن رسول الله، قال: أسألك أن لا تدعوني لغير شغل، قال: لك ذلك وانصرف أبو عبد الله عليه السلام.
فلما انصرف نام جعفر ولم ينتبه إلى نصف الليل، فلما انتبه كنت جالسا عند رأسه، قال: لا تبرح يا محمد من عندي حتى أقضي ما فاتني من صلاتي وأحدثك بحديث قلت: سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين، فلما قضى صلاته قال اعلم أني لما أحضرت سيدك أبا عبد الله، وهممت بما هممت به من سوء رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري وقصري، وقد وضع شفته العليا في أعلاها، والسفلى في أسفلها، وهو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين: يا منصور إن الله تعالى بعثني إليك وأمرني إن أنت أحدثت في عبدي الصالح الصادق حدثا ابتلعتك ومن في الدار جميعا، فطاش عقلي وارتعدت فرائصي واصطكت أسناني.
قال محمد: قلت ليس هذا بعجيب، فان أبا عبد الله عليه السلام وارث علم النبي صلى الله عليه وآله وجده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وعنده من الأسماء والدعوات التي لو قرأها على الليل المظلم لأنار، وعلى النهار المضئ لأظلم.
فقال محمد بن عبد الله: فلما مضى عليه السلام استأذنت من أبي جعفر لزيارة مولانا الصادق عليه السلام فأجاب ولم يأب، فدخلت عليه وسلمت وقلت له: أسئلك يا مولاي بحق جدك رسول الله أن تعلمني الدعاء الذي قرأته عند دخولك على أبي جعفر في ذلك اليوم قال: لك ذلك فأملاه علي، ثم قال: هذا حرز جليل ودعاء عظيم نبيل، من قرأه صباحا كان في أمان الله إلى العشاء، ومن قرأه عشاء كان في حفظ الله تعالى إلى الصباح، وقد علمنيه أبي باقر علوم الأولين والآخرين عن أبيه سيد العابدين، عن أبيه سيد الشهداء
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * الباب الثامن والثلاثون * سائر ما يستحب عقيب كل صلاة 1
3 بيان في التردد الوارد في الخبر 8
4 الدعاء لحفظ كل ما يسمع، ومن يريد قضاء الحاجات 9
5 فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله لقبيصة 21
6 العلة التي من أجلها يكبر المصلي بعد التسليم ثلاثة 22
7 أدنى ما يجزيء من الدعاء بعد المكتوبة 33
8 الدعاء الذي من قرءه بعد كل فريضة يرى مولانا صاحب العصر (عج) في اليقظة أو في المنام 61
9 * الباب التاسع والثلاثون * ما يختص بتعقيب فريضة الظهر 62
10 الدعاء للمهمات عقييب صلاة الظهر والدعاء للمهدي عجل الله تعالى فرجه... 62
11 * الباب الأربعون * تعقيب العصر المختص بها 78
12 في قول رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل: لا تغضب، والاستغفار 78
13 الدعاء لمولانا المهدي (عج) بعد صلاة العصر 80
14 دعا من فاطمة عليها السلام بعد صلاة العصر 85
15 * الباب الحادي والأربعون * تعقيب صلاة المغرب 95
16 بحث حول نافلة المغرب 100
17 ثواب من بسمل وحولق في دبر كل صلاة من الفجر والمغرب سبعا 101
18 * الباب الثاني والأربعون * تعقيب صلاة العشاء 113
19 من أدعية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ومولاتنا فاطمة عليها السلام 113
20 من أدعية مولانا الصادق عليه السلام 119
21 فضيلة آية الكرسي 126
22 * الباب الثالث والأربعون * التعقيب المختص بصلاة الفجر 129
23 في قول الصادق عليه السلام: نومة الغداة مشئومة تطرد الرزق، وتصفر اللون... 130
24 معنى توبة النصوح 145
25 الدعاء ليوم حذر فيه 149
26 دعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق، وفيه شرح 165
27 * الباب الرابع والأربعون * سجدة الشكر وفضلها وما يقرء فيها وآدابها 194
28 فيما قاله مولانا المهدي (عج) في سجدة الشكر 194
29 الأقوال في سجدة الشكر 197
30 * الباب الخامس والأربعون * الأدعية والأذكار عند الصباح والمساء... 240
31 معنى قوله تعالى: " وسبح بالعشي والابكار " 241
32 ترجمة عبد الله بن جدعان، وكان يطعم الطعام 256(ه‍)
33 دعاء العشرات 271
34 في قول الله عز اسمه: يا بن آدم اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة 297
35 حرز للإمام الصادق عليه السلام، وقصته مع المنصور لعنه الله 299
36 الحرز الكامل للإمام السجاد عليه السلام 307
37 حرز آخر لسيد الساجدين عليه السلام يقرء في كل صباح ومساء 312
38 دعاء لمولانا الحسين والصادق عليهما السلام، وفيه شرح 313
39 دعاء من فاطمة عليها السلام لدفع الحمى، ودعاء من رسول الله (ص)... 323
40 * الباب السادس والأربعون * أدعية الساعات 339
41 في أن ساعات اليوم قسم باثنتي عشرة ساعة، ونسب كلا منها إلى إمام... 339
42 من طلوع الشمس إلى ذهاب الحمرة للحسن بن علي عليهما السلام ودعاؤها 340
43 من ذهاب الشعاع إلى ارتفاع النهار للحسين عليه السلام ودعاؤها 342
44 من ارتفاع النهار إلى الزوال للسجاد عليه السلام، ودعاؤها 343
45 الساعة الخامسة للباقر عليه السلام، ودعاؤها 345
46 الساعة السادسة للصادق عليه السلام، ودعاؤها 346
47 الساعة السابعة للكاظم عليه السلام والثامنة للرضا عليه السلام ودعاؤهما 348
48 الساعة التاسعة للجواد عليه السلام ودعاؤها 350
49 الساعة العاشرة للهادي عليه السلام والحادية عشر للعسكري عليه السلام ودعاؤهما 352
50 الساعة الثانية عشر للحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ودعاؤه 354
51 في أن لله تعالى ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار... 369