" ونفخت فيه من روحي " أن يكون المراد بروحه ذاته سبحانه إشارة إلى شدة ارتباط أرواح المقربين والمحبين من الشيعة المخلصين بجناب الحق تعالى، حيث لا يغفلون عن ربهم ساعة، ويفيض عليهم منه سبحانه آنا فآنا وساعة فساعة العلم والحكم والكمالات والهدايات، بل الإرادة (1) أيضا لتخليهم عن إرادتهم وتفويضهم جميع أمورهم إلى ربهم كما قال فيهم: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله " (2) وقال في الحديث القدسي " فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله ولسانه " وسيأتي تمام القول فيه في محله إن شاء الله تعالى بحسب فهمي والله الموفق.
26 - قرب الإسناد: عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد قال: سمعت جعفرا عليه السلام وسئل: هل يكون أن يحب الرجل الشئ ولم يره؟ قال: نعم، فقيل له:
مثل أي شئ؟ فقال: مثل اللون من الطعام يوصف للانسان ولم يأكله فيحبه، وما أشبه ذلك مثل الرجل يحب الشئ يذكر لأصحابه، ومالك أكثر مما تدع.
بيان: لعل المعنى: إذا تفكرت في أمثلة ذلك كان مالك منها أكثر مما تتركه كناية عن كثرة أمثلة ذلك وظهورها، ويمكن أن يكون تصحيف " تسمع " ويمكن أن يكون غرض السائل السؤال عن حب المؤمن أخاه من غير سابقة كما في سائر الأخبار.
27 - مجالس الشيخ: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن عبد الله بن جبلة، عن حميد بن شعيب، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلام جمع بنيه فأوصاهم ثم قال: يا بني إن القلوب جنود مجندة، تتلاحظ بالمودة وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه.
28 - مجالس ابن الشيخ: عن أبيه، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حنان