من كان في جملته ورجع إلى أبي جعفر فقال له: لم يبق شئ في يدي مما سلم إلي إلا وقد حملت إلى حضرتك فقال أبو جعفر: فإنه يقال لك: الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: أي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما فمضى الرجل فلم يبق شئ كان معه إلا فتشه وحله وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر.
فرجع إلى أبي جعفر ره فأخبره فقال له أبو جعفر: يقال لك امض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهما في جانبه فتحير الرجل مما أخبر به أبو جعفر ومضى لوجهه إلى الموضع ففتق العدل الذي قال له افتقه فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء بهما إلى أبي جعفر فسلمهما إليه وقال له لقد أنسيتهما لأني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل، ليكون ذلك أحفظ لهما.
وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبو جعفر من عجيب الامر الذي لا يقف عليه إلا نبي أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما انفذ على يده كما ينفذ التجار إلى أصحابهم على يد من يثقون به ولا كان معه تذكرة سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب لان الامر كان حادا في زمان المعتضد والسيف يقطر دما كما يقال وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشأن وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لا يقف من يحمله على خبره ولا حاله وإنما يقال امض إلى موضع كذا وكذا فسلم ما معك من غير أن يشعر بشئ ولا يدفع إليه كتاب لئلا يوقف على ما يحمله منه.
39 - غيبة الشيخ الطوسي: جماعة، عن الحسن بن حمزة العلوي، عن علي بن محمد الكليني قال:
كتب محمد بن زياد الصيمري يسأل صاحب الزمان كفنا يتيمن بما يكون من عنده فورد إنك تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين فمات رحمه الله في الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر.