أنزلت عليه فعلمني، فلما توفي صحبت وصيه يوشع، فلم أزل معه حتى توفي، ولم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود، وأعنته على قتل الطاغية جالوت، وسألته أن يعلمني من الزبور الذي أنزله الله إليه فعلمت منه، وصحبت بعده سليمان، وصحبت بعده وصيه آصف بن برخيا بن سمعيا، ولقد لقيت نبيا بعد نبي، فكل يبشرني ويسألني أن أقرأ عليك السلام حتى صحبت عيسى، وأنا أقرؤك يا رسول الله عمن لقيت من الأنبياء السلام ومن عيسى خاصة أكثر سلام الله وأتمه.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): على جميع أنبياء الله ورسله وعلى أخي عيسى مني السلام ورحمة الله وبركاته ما دامت السماوات والأرض، وعليك يا هام السلام، ولقد حفظت الوصية و وأديت الأمانة فاسأل حاجتك، قال: يا رسول الله حاجتي أن تأمر أمتك أن لا يخالفوا أمر الوصي، فإني رأيت الأمم الماضية إنما هلكت بتركها أمر الوصي: قال النبي (صلى الله عليه وآله) وهل تعرف وصيي يا هام؟ قال: إذا نظرت إليه عرفته بصفته واسمه التي قرأته في الكتب قال: أنظر هل تراه ممن حضر؟ فالتفت يمينا وشمالا فقال: ليس هو فيهم يا رسول الله، فقال: يا هام من كان وصي آدم قال: شيث، قال: فمن وصي شيث؟ قال: أنوش، قال:
فمن وصي أنوش؟ قال: قينان، قال: فوصي قينان؟ قال: مهلائيل، قال: فوصي مهلائيل قال: برد، قال: فوصي برد؟ قال: النبي المرسل إدريس، قال: فمن وصي إدريس؟
قال: متوشلخ، قال: فمن وصي متوشلخ؟ قال: لمك، قال: فمن وصي لمك؟ قال: أطول الأنبياء عمرا وأكثرهم لربه شكرا وأعظمهم أجرا ذاك أبوك نوح، قال: فمن وصي نوح؟ قال: سام، قال: فمن وصي سام؟ قال: أرفحشذ (1)، قال: فمن وصي أرفحشذ (2)؟
قال: عابر، قال: فمن وصي عابر؟ قال؟ شالخ؟ قال: فمن وصي شالخ؟ قال: قالع، قال: فمن وصي قالع؟ قال: اشروغ، قال: فمن وصي اشروغ؟ قال: روغا، قال: فمن وصي روغا؟ قال: ناخور، قال: فمن وصي ناخور؟ قال: تارخ، قال: فمن وصي تارخ؟ قال: لم يكن له وصي بل أخرج الله من صلبه إبراهيم خليل الله، قال: صدقت يا هام، فمن وصي إبراهيم