يا رسول الله؟ قال: على أن يطاع الله فلا يعصى، وعلى أن يمنعوا رسول الله وأهل بيته و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم.
ثم إنه (عليه السلام) كان الذي كتب الكتاب بينهم، ذكر أحمد في الفضائل عن حبة العرني وعن ابن عباس وعن الزهري أن كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وذكر الطبري في تاريخه بإسناده عن البراء بن عازب عن قيس النخعي، وذكر القطان ووكيع والثوري والسدي ومجاهد في تفاسيرهم عن ابن عباس في خبر طويل أن النبي (صلى الله عليه وآله): قال: ما كتبت يا علي حرفا إلا وجبرئيل ينظر إليك ويفرح و يستبشر بك، وأما بيعة العشيرة قال النبي (صلى الله عليه وآله): بعثت إلى أهل بيتي خاصة وإلى الناس عامة وقد كان بعد مبعثه بثلاث سنين على ما ذكره الطبري في تاريخه والخركوشي في تفسيره ومحمد بن إسحاق في كتابه عن أبي مالك عن ابن عباس وعن ابن جبير أنه لما نزل قوله:
(وأنذر عشيرتك الأقربين (1) جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني هاشم وهم يومئذ أربعون رجلا، وأمر عليا أن ينضج رجل شاة وخبز لهم صاعا من طعام وجاء بعس من لبن، ثم جعل يدخل إليه عشرة عشرة حتى شبعوا، وإن منهم لمن يأكل الجذعة ويشرب الفرق (2)!
وفي رواية مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال: وقد رأيتم هذه الآية ما رأيتم، وفي رواية البراء بن عازب وابن عباس أنه بدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل ثم قال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): إني بعثت إلى الأسود (3) والأبيض والأحمر، إن الله أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين، وإني لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن تقولوا: (لا إله إلا الله) فقال أبو لهب: ألهذا دعوتنا؟ ثم تفرقوا عنه، فنزلت (تبت يدا أبي لهب وتب) ثم دعاهم دفعة ثانية وأطعمهم وسقاهم ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب أطيعوني تكونوا ملوك الأرض وحكامها، وما بعث الله نبيا إلا جعل له وصيا أخا ووزيرا، فأيكم يكون