عز وجل وإن شئت حدثتك ذلك لعهد علي بيني وبينك، فقال الشاب: حدثنا يا أبا عبد الرحمان، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأصحابه: إذا رأيتم دحية الكلبي عندي فلا يدخلن علي أحد، وإني أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله يوما في حاجة فرأيت شملة مرخاة (1) على الباب، فرفعت الشملة فإذا أنا بدحية الكلبي، فغمضت عيني فرجعت، قال: فلقيت علي بن أبي طالب عليه السلام فقال لي: يا با عبد الرحمان من أين أقبلت قلت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حاجة فلما أتيت منزله رأيت شملة مرخاة على الباب فرفعت الشملة فإذا أنا بدحية الكلبي فرجعت، قال: فقال لي علي عليه السلام: ارجع يا حذيفة فإني أرجو أن يكون هذا اليوم حجة على هذا الخلق، قال: فرجعت مع علي عليه السلام فوقفت على الباب ودخل علي عليه السلام فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ورد دحية فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين من أنا؟ قال: أظنك دحية الكلبي، قال: أجل خذ رأس ابن عمك فأنت أحق به مني، فما كان بأسرع من أن رفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه فقال: يا علي من حجر من أخذت رأسي؟ - وغاب دحية - فقال: أظنه من حجر دحية الكلبي قال: أجل فأي شئ قلت وأي شئ قيل لك؟ قال: قلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد علي: وعليكم السلام (2) ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين، فقال النبي صلى الله عليه وآله: طوبى لك يا علي سلمت عليك الملائكة بإمرة المؤمنين من عند رب العالمين، قال فخرج علي عليه السلام فقال: يا حذيفة أسمعت؟ قلت: نعم، قال: فكيف سمعت؟
قال: قلت: كالذي سمعت، قال: فقال الفارسي: فأين كانت أسيافكم ذلك اليوم؟ - يعني يوم بيعة أبي بكر - قال: ويحك تلك قلوب ضرب عليها بالغفلة، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون.
قال السيد: ورأيت هذا - حديث حذيفة - أبسط وأكثر من هذا في تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين، وهو بإسناد هذا لفظه حدثني عمي السعيد الموفق أبو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في شهر الله