ووارثي دون أهلي ويكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ فسكت القوم، فأعاد الكلام عليهم ثلاث مرات وقال: والله ليقومن قائمكم أو يكون في غيركم ثم لتندمن؟ قال: فقام علي عليه السلام وهم ينظرون كلهم إليه، فبايعه وأجابه إلى ما دعاه فقال له: ادن مني، فدنا منه، فقال: افتح فاك، ففتح فاه، فمج فيه من ريقه (1) وتفل بين كتفيه وتفل بين قدميه، فقال أبو لهب: لبئس ما حبوت به ابن عمك إذا جاءك فملأت فاه بزاقا! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ملئ حكمة وعلما وفهما، فقال لأبي طالب: ليهنئك أن تدخل اليوم في دين ابن أخيك وقد جعل ابنك مقدما عليك.
وعن السلمي، عن العتكي، عن سعيد بن محمد الحافظ، عن محمد بن الحسين الكوفي عن عبادة الأزدي، عن كادح العابد، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمان بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن جابر بن عبد الله قال: لما قدم علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بفتح خيبر قال (2) رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك فاستشفوا به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وإنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي وإنك غدا في الآخرة أقرب الناس مني، وإنك أول من يرد علي الحوض، وإنك على الحوض خليفتي، وإنك أول من يكسى معي، وإنك أول داخل الجنة من أمتي، و إن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون غدا في الجنة جيراني، وإن حربك حربي، وإن سلمك سلمي (3)، وإن سريرتك سريرتي وعلانيتك علانيتي، وإن ولدك ولدي، وإنك منجز عداتي، وإنك علي (4) وليس أحد من الأمة يعد لك عندي، وإن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، وإن الايمان خالط لحمك