بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٦٦
ارق على ظلعك أي أربع على نفسك ولا تحمل عليها أكثر مما تطيق.
وقال في النهاية فيه: " إنه لا يربع على ظلعك " الظلع بالسكون: العرج والمعنى لا يقيم عليك في حال ضعفك. وربع في المكان: إذا أقام به.
وفي الصحاح: أصل الذراع هو بسط اليد ويقال: ضقت بالامر ذرعا إذا لم تطقه ولم تقو عليه.
وقال ابن ميثم [قوله عليه السلام] " حيث أخره القدر " إشارة إلى مرتبته النازلة التي جرى القدر بها أن تكون نازلة عن مراتب السابقين وقد أمره بالتأخر فيها والوقوف عندها.
قوله عليه السلام " في التيه " أي في الضلال والتحير أو في التكبر.
قال في النهاية تاه يتيه تيها إذا تحير وضل وإذا تكبر. والرواغ: الميال.
والقصد: المعتدل الذي لا يميل إلى طرفي الافراط والتفريط.
قوله عليه السلام " غير مخبر " أي أتكلم بكلامي هذا لا لاخباري إياك بل للتحدث بنعمته سبحانه إما لان معاوية غير قابل للخطاب والاخبار بهذا الكلام والمقام مقام تحقيره أو لأنه كان عالما به أو لأنه يتراءى من مثل هذا الكلام وإخبار الخصم به المفاخرة بذكر تلك الفضائل فدفع ذلك التوهم بقول: " لكن بنعمة الله أحدث " وما بعد لكن بهذا الاحتمال أنسب وإن كان قوله عليه السلام: " لك " بالأول الصق.
قوله عليه السلام: " قيل سيد الشهداء " قال ابن أبي الحديد: أي في حياة النبي صلى الله عليه وآله لان عليا عليه السلام مات شهيدا ولا خلاف في أنه أفضل من حمزة وجعفر وغيرهما بل هو سيد المسلمين (1).

(1) هذا تلخيص كلام ابن أبي الحديد، وإليك نص كلامه حرفيا في شرح الكلام في ج 4 ص 608 ط الحديث ببيروت قال:
المراد ها هنا [من قوله:] " سيد الشهداء " حمزة رضي الله عنه.
وينبغي أن يحمل قول النبي صلى الله عليه وآله فيه: " إنه سيد الشهداء " على أنه سيد الشهداء في حياة النبي [لا عموم الشهداء] لان عليا عليه السلام مات شهيدا، ولا يجوز أن يقال: حمزة سيده، بل هو سيد المسلمين كلهم ولا خلاف بين أصحابنا أنه أفضل من حمزة وجعفر رضي الله عنهما...
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533