وقال في النهاية: فيه ذكر بئر رومة هي بضم الراء اسم بئر بالمدينة اشتراها عثمان وسبلها. وفي القاموس: أشلا دابته: أراها المخلاة لتأتيه. والناقة: دعاها للحلب. والوامق: المحب. والشارق: الشمس. وشرقت الشمس: طلعت والغرثان: الجائع.
396 - نهج البلاغة: ولم يبايع حتى شرط أن يؤتيه على البيعة ثمنا فلا ظفرت يد المبايع وخزيت أمانة المبتاع فخذوا للحرب أهبتها وأعدوا لها عدتها فقد شب لظاها وعلا سناها [واستشعروا الصبر فإنه أدعى إلى النصر].
بيان:
قوله عليه السلام: " ولم يبايع " قال الشارحون: إشارة إلى ما اشتهر من أن أمير المؤمنين عليه السلام لما نزل بالكوفة بعد فراغه من البصرة كتب إلى معاوية كتابا يدعوه إلى البيعة فدعا قوما من أهل الشام إلى الطلب بدم عثمان فأجابوه وأشار إليه أخوه بالاستعانة بعمرو بن العاص فلما قدم عليه وعرف حاجته إليه تباعد عنه وجعل يمدح عليا عليه السلام في وجهه حتى رضي معاوية أن يعطيه المصر فبايعه فذلك معنى قوله عليه السلام " أن يؤتيه على البيعة ثمنا " ثم أردف ذلك بالدعاء على البائع لدينه وهو عمرو بعدم الظفر في الحرب أو بالثمن أو بشئ مما يأمله وألحقه بالتوبيخ للمبتاع وهو معاوية بذكر هوان أمانته عليه وهي بلاد المسلمين وأموالهم.
ويحتمل أن يكون إسناد الخزي إلى الأمانة إسنادا مجازيا.
وذهب بعض الشارحين إلى أن المراد بالبائع معاوية وبالمبتاع عمرو. وهو ضعيف لان الثمن إذا كان مصرا فالمبتاع هو معاوية كذا ذكره ابن ميثم.
وقال ابن أبي الحديد في أكثر النسخ " فلا ظفرت يد المبايع " بميم المفاعلة. والظاهر ما رويناه.