بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٦٤
الهجر وتنفسك الصعداء وإبطاؤك عن الخلفاء " قال: وإنما كثير من الناس لا يعرفون الكتابين والمشهور عندهم كتاب أبي مسلم فيجعلون هذه اللفظة فيه والصحيح أنها في كتاب أبي إمامة ألا تراها عادت في الجواب؟ ولو كانت في كتاب أبي مسلم لعادت في جوابه.
انتهى كلام النقيب أبي جعفر أقول: إنما أوردت هذا الكتاب على كاتبه وممليه أشد العذاب ليتضح الجواب وليظهر لكل عاقل كفر هذا المنافق المرتاب.
قوله عليه السلام: " فلقد خبأ لنا الدهر " قال في النهاية: خبأت الشئ خبأ إذا أخفيته والخباء كل شئ غائب مستور. ولعل المعنى أن الدهر أخفى لنا من أحوالك شيئا عجبا لم نكن نظن ذلك حتى ظهر منك.
ويحتمل أن يكون على سبيل التجريد أي أنت أعجب الأشياء في الدهر كنت مخفيا فظهرت من قبيل لقيني منه أسد.
قال ابن ميثم: ووجه العجب أنه أخبر أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله بحاله وما أنعم الله به عليه مع علمهم البالغ بحاله وكونهم أولى بالاخبار عنها وضرب له في ذلك مثلين وأصل المثل الأول أن رجلا قدم من هجر إلى البصرة بمال اشترى به شيئا للربح فلم يجد فيها أكسد من التمر فاشترى بماله تمرا وحمله إلى هجر وادخره في البيوت ينتظر به السعر فلم يزدد إلا رخصا حتى فسد جميعه وتلف ماله فضرب مثلا لمن يحمل الشئ إلى معدنه لينتفع به فيه وهجر معروفة بكثرة التمر حتى أنه ربما يبلغ سعر خمسين جلة بدينار ووزن الجلة مائة رطل فذلك خمسة آلاف رطل ولم يسمع ذلك في غيرها من البلاد.
والثاني أنه شبهه بداعي مسدده وأستاذه في الرمي إلى المراماة ومسدده أولى بأن يدعوه إلى ذلك.
قوله عليه السلام: " إن تم اعتزلك كله " أي تباعد عنك والمعنى ذكرت أمرا إن تم لم ينفعك وإن نقص لم يضرك بل لا تعلق له بك أصلا. والثلمة:
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533