الهجر وتنفسك الصعداء وإبطاؤك عن الخلفاء " قال: وإنما كثير من الناس لا يعرفون الكتابين والمشهور عندهم كتاب أبي مسلم فيجعلون هذه اللفظة فيه والصحيح أنها في كتاب أبي إمامة ألا تراها عادت في الجواب؟ ولو كانت في كتاب أبي مسلم لعادت في جوابه.
انتهى كلام النقيب أبي جعفر أقول: إنما أوردت هذا الكتاب على كاتبه وممليه أشد العذاب ليتضح الجواب وليظهر لكل عاقل كفر هذا المنافق المرتاب.
قوله عليه السلام: " فلقد خبأ لنا الدهر " قال في النهاية: خبأت الشئ خبأ إذا أخفيته والخباء كل شئ غائب مستور. ولعل المعنى أن الدهر أخفى لنا من أحوالك شيئا عجبا لم نكن نظن ذلك حتى ظهر منك.
ويحتمل أن يكون على سبيل التجريد أي أنت أعجب الأشياء في الدهر كنت مخفيا فظهرت من قبيل لقيني منه أسد.
قال ابن ميثم: ووجه العجب أنه أخبر أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله بحاله وما أنعم الله به عليه مع علمهم البالغ بحاله وكونهم أولى بالاخبار عنها وضرب له في ذلك مثلين وأصل المثل الأول أن رجلا قدم من هجر إلى البصرة بمال اشترى به شيئا للربح فلم يجد فيها أكسد من التمر فاشترى بماله تمرا وحمله إلى هجر وادخره في البيوت ينتظر به السعر فلم يزدد إلا رخصا حتى فسد جميعه وتلف ماله فضرب مثلا لمن يحمل الشئ إلى معدنه لينتفع به فيه وهجر معروفة بكثرة التمر حتى أنه ربما يبلغ سعر خمسين جلة بدينار ووزن الجلة مائة رطل فذلك خمسة آلاف رطل ولم يسمع ذلك في غيرها من البلاد.
والثاني أنه شبهه بداعي مسدده وأستاذه في الرمي إلى المراماة ومسدده أولى بأن يدعوه إلى ذلك.
قوله عليه السلام: " إن تم اعتزلك كله " أي تباعد عنك والمعنى ذكرت أمرا إن تم لم ينفعك وإن نقص لم يضرك بل لا تعلق له بك أصلا. والثلمة: