بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٦٣
تطلب الخلافة وقتلة عثمان خلصاؤك وسجراؤك (1) والمحدقون بك وتلك من أماني النفوس وضلالات الأهواء.
فدع اللجاج والعنت جانبا وادفع إلينا قتلة عثمان وأعد الامر شورى بين المسلمين ليتفقوا على من هو لله رضا فلا بيعة لك في أعناقنا ولا طاعة لك علينا ولا عتبى لك عندنا وليس لك ولأصحابك عندي إلا السيف والذي لا إله إلا هو لأطلبن قتلة عثمان أين كانوا وحيث كانوا حتى أقتلهم أو تلحق روحي بالله.
فأما ما لا تزال تمت به من سابقتك وجهادك (2) فإني وجدت الله سبحانه يقول: * (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين) * [17 / الحجرات: 49]. ولو نظرت في حال نفسك لوجدتها أشد الأنفس امتنانا على الله بعملها وإذا كان الامتنان على السائل يبطل أجر الصدقة فالامتنان - على الله يبطل أجر الجهاد ويجعله " كصفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ".
قال النقيب أبو جعفر: فلما وصل هذا الكتاب إلى علي عليه السلام مع أبي أمامة الباهلي كلم أبا أمامة بنحو مما كلم به أبا مسلم الخولاني وكتب معه هذا الجواب.
قال النقيب: وفي كتاب معاوية هذا ذكر لفظة الجمل المخشوش أو الفحل المخشوش لا في الكتاب الواصل مع أبي مسلم وليس في ذلك هذه اللفظة وإنما فيه " حسدت الخلفاء وبغيت عليهم عرفنا ذلك من نظرك الشزر وقولك

(١) والسجير الخليل والصفي، ج: سجراء، ذكره الفيروزآبادي وفي بعض النسخ: " سمراؤك " جمع " السمير " وهو المحدث بالليل. منه رحمه الله.
(٢) قال الجوهري: " المت " المد والتوسل بقرابة، و " الماتة " الحرمة والوسيلة، تقول: فلان يمت بالملك بقرابة. انتهى. وفي بعض النسخ: تمن بالنون. منه رحمه الله.
أقول: وفي المطبوع من شرح النهج: " تمن " كما هو المتناسب مع الآية.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533