تطلب الخلافة وقتلة عثمان خلصاؤك وسجراؤك (1) والمحدقون بك وتلك من أماني النفوس وضلالات الأهواء.
فدع اللجاج والعنت جانبا وادفع إلينا قتلة عثمان وأعد الامر شورى بين المسلمين ليتفقوا على من هو لله رضا فلا بيعة لك في أعناقنا ولا طاعة لك علينا ولا عتبى لك عندنا وليس لك ولأصحابك عندي إلا السيف والذي لا إله إلا هو لأطلبن قتلة عثمان أين كانوا وحيث كانوا حتى أقتلهم أو تلحق روحي بالله.
فأما ما لا تزال تمت به من سابقتك وجهادك (2) فإني وجدت الله سبحانه يقول: * (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين) * [17 / الحجرات: 49]. ولو نظرت في حال نفسك لوجدتها أشد الأنفس امتنانا على الله بعملها وإذا كان الامتنان على السائل يبطل أجر الصدقة فالامتنان - على الله يبطل أجر الجهاد ويجعله " كصفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ".
قال النقيب أبو جعفر: فلما وصل هذا الكتاب إلى علي عليه السلام مع أبي أمامة الباهلي كلم أبا أمامة بنحو مما كلم به أبا مسلم الخولاني وكتب معه هذا الجواب.
قال النقيب: وفي كتاب معاوية هذا ذكر لفظة الجمل المخشوش أو الفحل المخشوش لا في الكتاب الواصل مع أبي مسلم وليس في ذلك هذه اللفظة وإنما فيه " حسدت الخلفاء وبغيت عليهم عرفنا ذلك من نظرك الشزر وقولك