قوله " بسبعين تكبيرة " قال ابن ميثم أي في أربع عشرة صلاة وذلك أنه كلما كبر عليه خمسا حضرت جماعة أخرى من الملائكة فصلى بهم عليه أيضا وذلك من خصائص حمزة رضي الله عنه.
قوله عليه السلام: " لذكر ذاكر " يعني نفسه وإنما نكره ولم يأت بالألف واللام ولم ينسبه إلى نفسه لئلا يصرح بتزكية نفسه. واستعار لفظ " المج " لكراهية النفس لبعض ما يكرر سماعه وإعراضها عنه فإنها تصير كالقاذف له من الاذن كما يقذف الماج الماء من فيه. كذا قيل. والظاهر أنه كناية عن أنها لوضوحها لا يمكن لاحد إنكارها فغير المؤمنين وإن ثقل عليهم سماعها فلا يمكنهم إنكارها.
قوله عليه السلام " فدع عنك " الخ الرمية: الصيد يرمى يقال: بئس الرمية الأرنب أي بئس الشئ مما يرمي الأرنب والمعنى دع ذكر من مال إلى الدنيا وأمالته إليها وأمالته عن الطريق المستقيم فإن شأن الصيد الخروج عن الطريق وهي إشارة إلى الخلفاء والكلام في بيان التفاضل سابقا ولاحقا.
وقال ابن أبي الحديد: " هذه إشارة إلى عثمان لا إلى أبي بكر وعمر " وهذا مما لا يسمن ولا يغني من جوع مع أن المذكور في كتاب معاوية لم يكن عثمان وحده كما عرفت.
وقال ابن ميثم رحمه الله: أي فدع عنك أصحاب الأغراض الفاسدة ولا تلتفت إلى ما يقولون في حقنا كعمرو بن العاص ويحتمل أن يكون الإشارة إلى نفسه على طريقة قولهم: إياك أعني واسمعي يا جارة.
واستعار لفظ " الرمية " وكنى بها عن الأمور التي تقصدها النفوس وترميها بقصودها انتهى.
ولا يخفى بعده وأبعد منه ما ذكره الكيدري حيث قال: أراد أنه مطعون في نسبه وحسبه وأنه أزاله عن مقام التفاخر والتنافر مطاعن شهرت فيه انتهى.