بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤١٠
ثم قال نصر وابن أبي الحديد: ودعا [علي عليه السلام] زياد بن النضر وشريح بن هانئ وكانا على مذحج والأشعريين فقال:
يا زياد اتق الله في كل ممسى ومصبح وخف على نفسك الدنيا الغرور ولا تأمنها على حال من البلاء واعلم أنك إن لم تزعها عن كثير مما تحب مخافة مكروهه سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرر فكن لنفسك مانعا وازعا من البغي والظلم والعدوان فإني قد وليتك هذا الجند فلا تستطيلن عليهم إن خيركم عند الله أتقاكم وتعلم من عالمهم وعلم جاهلهم واحلم عن سفيههم فإنك إنما تدرك الخير بالحلم وكف الأذى والجهل.
فقال: زياد أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيتك مؤدبا بأدبك يرى الرشد في نفاذ أمرك والغي في تضييع عهدك.
فأمرهما أن يأخذا على طريق واحد ولا يختلفا، وبعثهما في اثني عشر ألفا على مقدمته وكل منهما على جماعة من هذا الجيش.
فلما سارا اختلفا وكتب كل منهما إليه يشكو من صاحبه فكتب (عليه السلام) إليهما:
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى زياد بن النضر وشريح بن هانئ سلام عليكما فإني أحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد فإني وليت زياد بن النضر مقدمتي وأمرته عليها وشريح على طائفة منها أمير فإن جمعكما بأس فزياد على الناس كلهم وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير على الطائفة التي وليته عليها.
واعلما أن مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم وإذا أنتما خرجتما من بلادكما ودنوتما من بلاد عدوكما فلا تسأما من توجيه الطائع ومن نفض الشعاب والشجر والخمر في كل جانب كيلا يعتريكما عدو أو يكون لهم
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447