بنورك جذلة على من خالفك وتولى الامر دونك والله ما أحب أن لي ما على الأرض مما أقلت وما تحت السماء مما أظلت وإني واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك.
فقال علي (عليه السلام): اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك والمرافقة لنبيك.
ثم إن عليا صعد المنبر فخطب الناس ودعاهم إلى الجهاد فبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم قال:
إن الله قد أكرمكم بدينه وخلقكم لعبادته فانصبوا أنفسكم في أدائها وتنجزوا موعوده واعلموا أن الله جعل أمراس الاسلام متينة وعراه وثيقة ثم جعل الطاعة حظ الأنفس ورضا الرب وغنيمة الأكياس عند تفريط العجزة، وقد حملت أمر أسودها وأحمرها ولا قوة إلا بالله.
ونحن سائرون إنشاء الله إلى من سفه نفسه وتناول ما ليس له وما لا يدركه معاوية وجنده الفئة الطاغية الباغية يقودهم إبليس ويبرق لهم بيارق تسويفه ويدليهم بغروره.
وأنتم أعلم الناس بالحلال والحرام فاستغنوا بما علمتم واحذروا ما حذركم [الله] من الشيطان وارغبوا فيما هيأ لكم عنده من الاجر والكرامة واعلموا أن المسلوب من سلب دينه وأمانته والمغرور من آثر الضلالة على الهدى فلا أعرفن أحدا منكم تقاعس عني وقال في غيري كفاية فإن الذود إلى الذود إبل من لا يذد عن حوضه يهدم.