قال: وكتب (عليه السلام) إلى جنوده يخبرهم بالذي لهم وعليهم:
أما بعد فإن الله جعلكم في الحق جميعا سواءا أسودكم وأحمركم وجعلكم من الوالي وجعل الوالي منكم بمنزلة الولد من الوالد والوالد من الولد، فجعل لكم عليه إنصافكم والتعديل بينكم والكف عن فيئكم فإذا فعل معكم ذلك وجبت عليكم طاعته فيما وافق الحق ونصرته والدفع عن سلطان الله فإنكم وزعة الله في الأرض فكونوا له أعوانا ولدينه أنصارا ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها إن الله لا يحب المفسدين.
قال نصر: وروى عن ابن نباتة قال: قال علي (عليه السلام): ما يقول الناس في هذا القبر بالنخيلة؟ - وبالنخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله - فقال الحسن بن علي عليهما السلام: يقولون: هذا قبر هود لما عصاه قومه جاء فمات ها هنا. فقال: كذبوا لأنا أعلم به منهم هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب.
ثم قال: أها هنا أحد من مهرة؟ فأتي بشيخ فقال أين منزلك؟ قال: على شاطئ البحر. قال: أين أنت من الجبل [الأحمر؟] قال: أنا قريب منه.
قال: فما يقول قومك فيه؟ قال: يقولون: إن فيه قبر ساحر. قال: كذبوا ذاك قبر هود النبي (عليه السلام) وهذا قبر يهودا بن يعقوب [بكره].
ثم قال: يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس يدخلون الجنة بلا حساب.
قال نصر: فلما نزل علي النخيلة متوجها إلى الشام وبلغ معاوية خبره وهو يومئذ بدمشق قد ألبس منبر دمشق قميص عثمان مختضبا بالدم وحول المنبر سبعون ألف شيخ يبكون حوله فخطبهم وحثهم على القتال فأعطوه الطاعة وانقادوا له وجمع إليه أطرافه واستعد للقاء علي (عليه السلام).
بيان: وجدت [الحديث] في كتاب صفين مثله.
وقال في النهاية: فيه: " اللهم إني أبرء إليك من معرة الجيش " هو أن