بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤١٦
قال: وكتب (عليه السلام) إلى جنوده يخبرهم بالذي لهم وعليهم:
أما بعد فإن الله جعلكم في الحق جميعا سواءا أسودكم وأحمركم وجعلكم من الوالي وجعل الوالي منكم بمنزلة الولد من الوالد والوالد من الولد، فجعل لكم عليه إنصافكم والتعديل بينكم والكف عن فيئكم فإذا فعل معكم ذلك وجبت عليكم طاعته فيما وافق الحق ونصرته والدفع عن سلطان الله فإنكم وزعة الله في الأرض فكونوا له أعوانا ولدينه أنصارا ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها إن الله لا يحب المفسدين.
قال نصر: وروى عن ابن نباتة قال: قال علي (عليه السلام): ما يقول الناس في هذا القبر بالنخيلة؟ - وبالنخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله - فقال الحسن بن علي عليهما السلام: يقولون: هذا قبر هود لما عصاه قومه جاء فمات ها هنا. فقال: كذبوا لأنا أعلم به منهم هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب.
ثم قال: أها هنا أحد من مهرة؟ فأتي بشيخ فقال أين منزلك؟ قال: على شاطئ البحر. قال: أين أنت من الجبل [الأحمر؟] قال: أنا قريب منه.
قال: فما يقول قومك فيه؟ قال: يقولون: إن فيه قبر ساحر. قال: كذبوا ذاك قبر هود النبي (عليه السلام) وهذا قبر يهودا بن يعقوب [بكره].
ثم قال: يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس يدخلون الجنة بلا حساب.
قال نصر: فلما نزل علي النخيلة متوجها إلى الشام وبلغ معاوية خبره وهو يومئذ بدمشق قد ألبس منبر دمشق قميص عثمان مختضبا بالدم وحول المنبر سبعون ألف شيخ يبكون حوله فخطبهم وحثهم على القتال فأعطوه الطاعة وانقادوا له وجمع إليه أطرافه واستعد للقاء علي (عليه السلام).
بيان: وجدت [الحديث] في كتاب صفين مثله.
وقال في النهاية: فيه: " اللهم إني أبرء إليك من معرة الجيش " هو أن
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447