بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٥٥٢
جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع للعبد ذنبا إلا حطه إنما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل وإن الله عز وجل يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة [عالما جما] (1) من عباده الجنة.
ثم مضى غير بعيد فلقيه عبد الله بن وديعة الأنصاري فدنا منه وسأله فقال له: ما سمعت الناس يقولون في أمرنا هذا؟ قال: منهم المعجب به ومنهم المكاره له والناس كما قال الله تعالى: * (ولا يزالون مختلفين) * [118 / هود 11] فقال له: فما يقول ذوو الرأي؟ قال: يقولون: إن عليا كان له جمع عظيم ففرقه وحصن حصين فهدمه فحتى متى يبني مثل ما هدم وحتى متى يجمع مثل ما قد فرق؟! فلو أنه كان مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه فقاتل حتى يظهره الله أو يهلك إذا كان ذلك هو الحزم. فقال عليه السلام: أنا هدمت أم هم هدموا؟ أم أنا فرقت أم هم تفرقوا؟ وأما قولهم: لو أنه كان مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه فقاتل حتى يظفر أو يهلك إذا كان ذلك هو الحزم. فوالله ما غبي عني ذلك الرأي وإن كنت لسخيا بنفسي عن الدنيا (2) طيب النفس بالموت ولقد هممت بالاقدام فنظرت إلى هذين قد استقدماني فعلمت إن هذين إن هلكا انقطع نسب محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة فكرهت ذلك وأشفقت على هذين أن يهلكا ولقد علمت أن لولا مكاني لم يستقدما يعني بذلك ابنيه الحسن والحسين وأيم الله لئن لقيتهم بعد يومي لألقينهم وليس هما معي في عسكر ولا دار.

(١) ما بين المعقوفين غير موجود في طبع الكمباني من كتاب البحار، وإنما أخذناه من تاريخ الطبري. وقريبا مما رواه الطبري رواه أيضا قبله أبو جعفر الإسكافي في كتاب المعيار والموازنة ص ١٩٣، ص 1.
وهذه القطعة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام رواها السيد الرضي في المختار:
(42) الباب الثالث من كتاب نهج البلاغة وفيه: " وإن الله سبحانه يدخل بصدق الندية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة ".
(2) هذا هو الظاهر المذكور في تاريخ الطبري، وفي ط الكمباني من البحار: " فوالله ما غني عن ذلك رأيي وإن كنت سخي النفس بالدنيا... ".
(٥٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447