بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٥٤٧
يتصاولان تصاول الفحلين ويتخالسان أنفسهما أيهما يسقى صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا منا فلما رآنا الله صدقا صبرا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر ولعمري لو كنا نأتي مثل هذا الذي أتيتم ما قام الدين ولا عز الاسلام وأيم الله لتحلبنها دما فاحفظوا ما أقول لكم يعني الخوارج (1).
459 - وروى نصر عن عمرو بن شمر عن فضيل بن خديج قال: قيل لعلي عليه السلام لما كتب الصحيفة: إن الأشتر لم يرض بما في الصحيفة ولا يرى إلا قتال القوم فقال علي عليه السلام: بلى إن الأشتر ليرضى إذا رضيت ورضيتم ولا يصلح الرجوع بعد الرضا ولا التبديل بعد الاقرار إلا أن يعصى الله ويتعدى ما في كتابه.
وأما الذي ذكرتم من تركه أمري وما أنا عليه فليس من أولئك ولا أعرفه على ذلك وليت فيكم مثله اثنان بل ليت فيكم مثله واحد يرى في عدوي مثل رأيه إذا لخفت مؤونتكم علي ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم.
وأما القضية فقد استوثقنا لكم فيها وقد طمعت أن لا تضلوا إنشاء الله رب العالمين.
وكان الكتاب في صفر والأجل في شهر رمضان لثمانية أشهر يلتقي الحكمان.
ثم إن الناس أقبلوا على قتلاهم يدفنونهم (2).

(١) وقريبا منه رواه الإسكافي المتوفى عام: (٢٤٠) في كتاب المعيار والموازنة ص ١٨٤، ط 1.
ورواه أيضا الشيخ المفيد في الفصل: (35) مما اختار من كلم أمير المؤمنين في كتاب الارشاد، ص 142.
ورواه أيضا السيد الرضي في المختار: (53) ش من كتاب نهج البلاغة.
(2) ورواه أيضا الطبري عن أبي مخنف، عن فضيل بن خديج الكندي كما في تاريخه: ج 4 ص 410 ط مصر، وفي ط الحديث ببيروت: ج 5 ص 59، وفي الطبع الأول القديم.
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447