القوم فلو شككت فيهم لشككت في أهل البصرة فوالله لقد ضربت هذا الامر ظهرا وبطنا فما وجدت يسعني إلا القتال أو أن أعصى الله ورسوله ولكني أستأني بالقوم عسى أن يهتدوا أو يهتدي فيهم طائفة فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي يوم الخيبر: لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس (1):
قال نصر بن مزاحم: فبعث علي عليه السلام إلى معاوية بشر بن عمرو وسعيد بن قيس وشبث بن ربعي فقال: إئتوا هذا الرجل فادعوه إلى الطاعة والجماعة وإلى اتباع أمر الله سبحانه.
فقال شبث: يا أمير المؤمنين ألا نطمعه في سلطان توليه إياه ومنزلة يكون له بها أثرة عندك إن هو بايعك؟ قال: إئتوه الآن وألقوه واحتجوا عليه وانظروا ما رأيه في هذا.
فدخلوا عليه فابتدأ بشر بن عمرو بن محصن فحمد الله وأثنى عليه وقال:
أما بعد يا معاوية فإن الدنيا عنك زائلة وإنك راجع إلى الآخرة وإن الله مجازيك بعملك ومحاسبك بما قدمت يداك وإنني أنشدك الله أن تفرق جماعة هذه الأمة وأن تسفك دماءها بينها.
فقطع معاوية عليه الكلام فقال: فهلا أوصيت صاحبك؟ فقال: سبحان الله إن صاحبي لا يوصى إن صاحبي ليس مثلك صاحبي أحق الناس بهذا الامر في الفضل والدين والسابقة في الاسلام والقرابة من الرسول. قال معاوية: فتقول: ماذا؟ قال: أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق فإنه أسلم لك في دينك وخير لك في عاقبة أمرك. قال:
ويطل دم عثمان؟ لا والرحمن لا أفعل ذلك أبدا.
فذهب سعيد بن قيس ليتكلم فبدره شبث بن ربعي فحمد الله وأثنى عليه