وكان الأشتر قد تعالى بخيله حيث أمره علي عليه السلام فبعث إليه الأشعث: أقحم الخيل فأقحمها حتى وضعت بسنابكها في الفرات وأخذت أهل الشام السيوف فولوا مدبرين.
قال: وحدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر وزيد بن الحسن قالا:
فنادى الأشعث عمرو بن العاص فقال: ويحك يا ابن العاص خل بيننا وبين الماء فوالله لئن لم تفعل لتأخذنا وإياكم السيوف. فقال عمرو: والله لا نخلي عنه حتى تأخذنا السيوف وإياكم فيعلم ربنا سبحانه أينا أصبر اليوم.
فترجل الأشعث والأشتر وذووا البصائر من أصحاب علي عليه السلام وترجل معهما إثنا عشر ألفا فحملوا على عمرو وأبي الأعور ومن معهما من أهل الشام فأزالوهم عن الماء حتى غمست خيل علي عليه السلام سنابكها في الماء.
قال نصر: فروى لنا عمر بن سعد أن عليا عليه السلام قال ذاك اليوم:
هذا يوم نصرتم فيه بالحمية.
قال نصر: فحدثنا عمرو عن جابر قال: خطب علي عليه السلام يوم الماء فقال:
أما بعد: فإن القوم قد بدؤكم بالظلم وفاتحوكم بالبغي واستقبلوكم بالعدوان وقد استطعموكم القتال حيث منعوكم الماء فأقروا على مذلة وتأخير محلة أو رووا السيوف من الدماء ترووا من الماء فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين ألا وإن معاوية قاد لمة من الغواة وعمس عليهم الخبر حتى جعل نحورهم أغراض المنية (1).