بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٤٢
وكان الأشتر قد تعالى بخيله حيث أمره علي عليه السلام فبعث إليه الأشعث: أقحم الخيل فأقحمها حتى وضعت بسنابكها في الفرات وأخذت أهل الشام السيوف فولوا مدبرين.
قال: وحدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر وزيد بن الحسن قالا:
فنادى الأشعث عمرو بن العاص فقال: ويحك يا ابن العاص خل بيننا وبين الماء فوالله لئن لم تفعل لتأخذنا وإياكم السيوف. فقال عمرو: والله لا نخلي عنه حتى تأخذنا السيوف وإياكم فيعلم ربنا سبحانه أينا أصبر اليوم.
فترجل الأشعث والأشتر وذووا البصائر من أصحاب علي عليه السلام وترجل معهما إثنا عشر ألفا فحملوا على عمرو وأبي الأعور ومن معهما من أهل الشام فأزالوهم عن الماء حتى غمست خيل علي عليه السلام سنابكها في الماء.
قال نصر: فروى لنا عمر بن سعد أن عليا عليه السلام قال ذاك اليوم:
هذا يوم نصرتم فيه بالحمية.
قال نصر: فحدثنا عمرو عن جابر قال: خطب علي عليه السلام يوم الماء فقال:
أما بعد: فإن القوم قد بدؤكم بالظلم وفاتحوكم بالبغي واستقبلوكم بالعدوان وقد استطعموكم القتال حيث منعوكم الماء فأقروا على مذلة وتأخير محلة أو رووا السيوف من الدماء ترووا من الماء فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين ألا وإن معاوية قاد لمة من الغواة وعمس عليهم الخبر حتى جعل نحورهم أغراض المنية (1).

(1) هذه الخطبة هو المختار: (51) من كتاب نهج البلاغة. والخطبة مع الكلام الآتي قبل قول المصنف: " توضيح " قد سقطتا عن المطبوع من كتاب صفين، وقد رواها عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار: (51) من شرحه على نهج البلاغة، ج 3 ص 325 ط الحديث بمصر، وفي ط الحديث ببيروت: ج 1 ص 725 و 729.
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 447 448 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447