علي عليه السلام فقال عليه السلام: ويحكم إن الذي يعالج معاوية لا يستقيم له ولا يقوى عليه إنما يرد أن يزيلكم عن مكانكم فانتهوا عن ذلك ودعوه.
فقالوا له: هم والله يحفرون والله لنرتحلن وإن شئت فأقم فارتحلوا وصعدوا بعسكرهم مليا وارتحل علي عليه السلام في أخريات الناس وهو يقول:
فلو أني أطعت عصبت قومي * إلى ركن اليمامة أو شمام (1) ولكني متى أبرمت أمرا * منيت بخلف آراء الطغام قال: فارتحل معاوية حتى نزل بمعسكر علي عليه السلام الذي كان فيه.
فدعا علي عليه السلام الأشتر فقال: ألم تغلبني على رأيي أنت والأشعث برأيكما؟ فقال الأشعث: أنا أكفيك يا أمير المؤمنين سأداوي ما أفسدت اليوم من ذلك فجمع كندة فقال لهم: يا معشر كندة لا تفضحوني اليوم ولا تخزوني فإنما أنا أقارع بكم أهل الشام فخرجوا معه رجالة يمشون وبيده رمح له يلقيه على الأرض ويقول: امشوا قيس رمحي هذا فيمشون فلم يزل يقيس لهم الأرض برمحه ويمشون معه حتى أتى معاوية وسط بني سليم واقفا على الماء وقد جاءه أداني عسكره فاقتتلوا قتالا شديدا على الماء ساعة وانتهى أوائل أهل العراق فنزلوا وأقبل الأشتر في جند من أهل العراق فحمل على معاوية والأشعث يحارب في ناحية أخرى فانحاز معاوية في بني سليم فردوا وجوه إبله قدر ثلاثة فراسخ ثم نزل ووضع أهل الشام أثقالهم والأشعث يهدر ويقول:
أرضيتك يا أمير المؤمنين؟ وقال الأشتر: يا أمير المؤمنين قد غلب الله لك على الماء.