بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٥٠
قال: أطلب بدم عثمان. قالوا: ممن تطلب بدم عثمان؟ قال: أطلبه من علي. قالوا: أو علي قتله؟ قال: نعم هو قتله وآوى قتلته.
فانصرفوا من عنده فدخلوا على علي عليه السلام وقالوا: إن معاوية زعم أنك قتلت عثمان قال: اللهم لكذب علي لم أقتله. فرجعوا إلى معاوية فأخبروه فقال: إن لم يكن قتله بيده فقد أمر ومالا.
فرجعوا إليه عليه السلام وقالوا: يزعم أنك إن لم تكن قتلت بيدك فقد أمرت ومالأت على قتل عثمان. فقال: اللهم لكذب فيما قال:
فرجعوا إلى معاوية فقالوا: إن عليا يزعم أنه لم يفعل. فقال معاوية إن كان صادقا فليقدنا من قتلة عثمان فإنهم في عسكره وجنده وأصحابه وعضده.
فرجعوا إلى علي عليه السلام فقالوا: إن معاوية يقول لك إن كنت صادقا فادفع إلينا قتلة عثمان أو مكنا منهم فقال لهم: إن القوم تأولوا عليه القرآن ووقعت الفرقة وقتلوه في سلطانه وليس على ضربهم قود فخصم علي معاوية (1).
فقال لهم معاوية إن كان الامر كما تزعمون فلم ابتز الامر دوننا على غير مشورة منا ولا ممن ها هنا معنا؟ فقال علي عليه السلام: إن الناس تبع المهاجرين والأنصار وهم شهود للمسلمين في البلاد على ولاتهم وأمراء دينهم فرضوا بي وبايعوني ولست أستحل أن أدع ضرب معاوية يحكم على هذه الأمة ويركبهم ويشق عصاهم.
فرجعوا إلى معاوية فأخبروه بذلك فقال: ليس كما يقول فما بال من هو ها هنا من المهاجرين والأنصار لم يدخلوا في هذا الامر؟
فانصرفوا إليه عليه السلام فأخبروه بقوله فقال: ويحكم هذا للبدريين دون

(1) أي غلبه في الخصومة، وهو على زنة ضرب. والقود: القصاص.
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447