قالوا: يا أمير المؤمنين إنا نحب أن تقبل هديتنا وكرامتنا قال: ويحكم فنحن أغنى منكم.
فتركهم وسار.
قال نصر: وحدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي سعيد التيمي المعروف بعقيصا (1) قال: كنا مع علي (عليه السلام) في مسيره إلى الشام حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد عطش الناس واحتاجوا إلى الماء فانطلق بنا علي (عليه السلام) حتى أتى إلى صخرة مضرس في الأرض كأنها ربضة عنز (2) فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا تحتها ماء فشرب الناس منه حتى ارتووا ثم أمرنا فأكفأناها عليه.
وسار الناس حتى إذا مضى قليلا قال (عليه السلام): أمنكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: فانطلقوا إليه فانطلق منا رجال ركبانا ومشاة فاقتصصنا الطريق إليه حتى انتهينا إلى المكان الذي نرى أنه فيه فطلبناه فلم نقدر على شئ إذا عيل علينا انطلقنا إلى دير قريب منا فسألناهم أين هذا الماء الذي عندكم؟ قالوا:
ليس قربنا ماء فقلنا: بلى إنا شربنا منه قالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم.