أما بعد فقد بعثت مقدمتي وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأتيهم أمري وقد رأيت أن أقطع هذه النطفة إلى شرذمة منكم موطنين أكناف دجلة فأنهضهم معكم إلى عدوكم وأجعلهم من أمداد القوة لكم.
قال السيد رضي الله عنه: يعني بالملطاط السمت الذي أمرهم بلزومه وهو شاطئ الفرات ويقال ذلك أيضا لشاطئ البحر وأصله ما استوى من الأرض ويعني بالنطفة ماء الفرات وهو من غريب العبارات وعجيبها.
بيان:
قال ابن ميثم روي أنه (عليه السلام) خطب بها وهو بالنخيلة خارجا من الكوفة متوجها إلى صفين لخمس بقين من شوال سنة سبع وثلاثين.
ووقب الليل: أي دخل. وغسق أي أظلم. ولاح أي ظهر. وخفق النجم وأخفق إذا انحط في الغرب أو غاب. وكافأته مكافأة وكفاءا أي جازيته وكل شئ ساوى شيئا فهو مكافئ له. والافضال: الاحسان. ومقدمة الجيش - بالكسر وقد يفتح -: أوله ومتقدموه " والنطفة " بالضم الماء الصافي قل أو كثر. والشرذمة بالكسر: القليل من الناس. والجار متعلق بمحذوف أي متوجها إليهم. وأوطن المكان ووطنه واستوطنه: اتخذه وطنا. والمراد قوم من أهل المدائن روي أنهم كانوا ثمانمائة رجل. والكنف بالتحريك: الجانب والناحية. ونهض كمنع: قام. وأنهضه غيره: أقامه. والامداد: جمع مدد بالتحريك وهو المعين والناصر.
وقال ابن الحديد (1): وزاد أصحاب السير في هذه الخطبة: " وقد أمرت