الهروي] في حديث علي: " لا تذوقوا النوم إلا غرارا أو مضمضة " لما جعل النوم ذوقا أمرهم أن لا ينالوا منه إلا بألسنتهم ولا يسيغوه لشبهه بالمضمضة بالماء والقائه من الفم من غير ابتلاع انتهى.
والترسة: جمع الترس وقوله (عليه السلام): " ولا شئ إلا ما شاء الله " جملة معترضة بين اسم إن وخبره قوله (عليه السلام): " إلا أن تبدأ " على بناء المجهول أي يبدؤكم العدو بالقتال.
374 - نهج البلاغة: [و] من كتاب له (عليه السلام) إلى أميرين من أمراء جيشه:
وقد أمرت عليكما وعلى من في حيزكما مالك بن الحارث الأشتر فاسمعا له وأطيعا [ه] واجعلاه درعا ومجنا فإنه ممن لا يخاف وهنه ولا سقطته ولا بطؤه عما الاسراع إليه أحزم ولا إسراعه إلى ما البطؤ عنه أمثل.
بيان: قال ابن ميثم: الأميران هما زياد بن النضر وشريح بن هانئ وذلك إنه حين بعثهما مقدمة له في اثني عشر ألفا لقيا أبا الأعور السلمي في جند من أهل الشام فكتبا إليه يعلمانه بذلك، فأرسل إلى الأشتر فقال له: يا مالك إن زياد بن النضر وشريحا أرسلا إلي يعلماني أنهما لقيا أبا الأعور السلمي في جند من أهل الشام بسور الروم فنبأني الرسول أنه تركهم متواقفين فالنجا إلى أصحابك النجا فإذا أتيتهم فأنت عليهم وإياك أن تبدأ القوم بقتال إلا أن يبدؤك حتى تلقاهم وتسمع منهم.
ولا يجرمنك شنآنهم على قتالهم قبل دعائهم والاعذار إليهم مرة بعد مرة.
واجعل على ميمنتك زيادا وعلى ميسرتك شريحا وقف من أصحابك وسطا