بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٣٠
بمنازعته العالم إلا جهلا.
ألا وإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله [وسلم]) وحقن دماء هذه الأمة فإن قبلتم أصبتم رشدكم واهتديتم لحظكم وإن أبيتم إلا الفرقة وشق عصا هذه الأمة لن تزدادوا من الله إلا بعدا ولن يزداد الرب عليكم إلا سخطا والسلام (1).
فكتب إليه معاوية جواب هذا الكتاب سطرا واحدا وهو أما بعد فإنه:
ليس بيني وبين قيس عتاب * غير طعن الكلى وضرب الرقاب فقال علي (عليه السلام) لما أتاه هذا الجواب: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين.
قال نصر: أخبرني عمر بن سعد عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الله بن عمار بن عبد يغوث أن عليا (عليه السلام) قال لأهل الرقة: جسروا لي جسرا أعبر عليه من هذا المكان إلى الشام فأبوا وقد كانوا ضموا السفن إليهم.
فنهض من عندهم ليعبر على جسر منبج وخلف عليهم الأشتر فناداهم فقال: يا أهل هذا الحصن: إني أقسم بالله إن مضى أمير المؤمنين ولم تجسروا له عند مدينتكم حتى يعبر منها لأجردن فيكم السيف فلأقتلن مقاتلتكم ولأخربن أرضكم ولآخذن أموالكم.
فلقي بعضهم بعضا فقالوا: إن الأشتر يفي بما يحلف عليه وإنما خلفه علي عندنا ليأتينا بشر فبعثوا إليه إنا ناصبون لك جسرا فأقبلوا.
فأرسل الأشتر إلى علي (عليه السلام) فجاء ونصبوا له الجسر فعبروا

(١) وهذه الرسالة رويناها عن مصدر آخر في المختار: (٧٨) من باب الكتب من نهج السعادة: ج ٤ ص ٢١٦ ط 1.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447