وآله إلى أن فاضت نفسه يقول: أنفذوا جيش أسامة (1)، فمضى جيشه إلى الشام حتى انتهوا إلى أذرعات (2) فلقى جمعا (3) من الروم فهزموهم (4) وغنمهم الله أموالهم، فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن (5) الاسلام تدعو إلى محودين محمد وملة إبراهيم عليهما السلام خشيت إن أنا لم أنصر الاسلام وأهله أرى فيه ثلما وهدما تك المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم تزول وتنقشع كما يزول وينقشع (6) السحاب، فنهضت مع القوم في تلك الاحداث حتى زهق الباطل وكانت كلمة الله هي العليا وإن زعم (7) الكافرون.
ولقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبا بكر نادى: أيها الناس! إني والله ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي، ولا أبايعكم حتى يبايع علي، ولعلي لا أفعل وإن بايع، ثم ركب دابته وأتى حوران (8) وأقام في خان (9) حتى هلك ولم يبايع. وقام فروة بن عمر الأنصاري - وكان يقود مع رسول الله صلى الله عليه وآله