بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ١١
وآله إلى أن فاضت نفسه يقول: أنفذوا جيش أسامة (1)، فمضى جيشه إلى الشام حتى انتهوا إلى أذرعات (2) فلقى جمعا (3) من الروم فهزموهم (4) وغنمهم الله أموالهم، فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن (5) الاسلام تدعو إلى محودين محمد وملة إبراهيم عليهما السلام خشيت إن أنا لم أنصر الاسلام وأهله أرى فيه ثلما وهدما تك المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم تزول وتنقشع كما يزول وينقشع (6) السحاب، فنهضت مع القوم في تلك الاحداث حتى زهق الباطل وكانت كلمة الله هي العليا وإن زعم (7) الكافرون.
ولقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبا بكر نادى: أيها الناس! إني والله ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي، ولا أبايعكم حتى يبايع علي، ولعلي لا أفعل وإن بايع، ثم ركب دابته وأتى حوران (8) وأقام في خان (9) حتى هلك ولم يبايع. وقام فروة بن عمر الأنصاري - وكان يقود مع رسول الله صلى الله عليه وآله

(١) قوله عليه السلام: أنفذوا جيش أسامة، كرر في المصدر.
(٢) قال في القاموس ٣ / ٢٣: وأذرعات - بكسر الراء وتفتح - بلدة بالشام.
وانظر: مراصد الاطلاع ١ / ٤٧، ومعجم البلدان: ١ / ١٣٠ - ١٣١، وغيرهما. قال في المراصد: أذرعات - بالفتح، ثم السكون، وكسر الراء، وعين مهملة والف وتاء - بلد في طرف الشام، وتجاور أرض البلقاء (٣) في المصدر: جيشا، وهي نسخة بدل في المطبوع من البحار.
(٤) جاءت نسخة في (ك): فهزمهم.
(٥) في المصدر: من، بدلا من: عن.
(٦) في كشف المحجة: وتتقشع كما يزول ويتقشع..
(٧) كذا، ولعله: رغم.
(٨) قال في القاموس ٢ / ١٥: حواروان - بفتح الحاء مشددة الواو - بلد، والحوراء: موضع قرب المدينة، وهو مرفأ سفن مصر، وماء لبني نبهان. وانظر معجم البلدان ٢ / 613، ومراصد الاطلاع 1 / 534.
(9) خ. ل: عنان. جاء على مطبوع البحار.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691