علم يؤتى لها ولا يأتي، امضوا إليه فاقصفوا نحوه، وافضوا إليه، وهو في حائط له و (1) عليه تبان يتركل على مسحاته وهو (2) يقول: * (أيحسب الانسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى) * (3) ودموعه تهمي (4) على خديه، فأجهش (5) القوم لبكائه، ثم سكن وسكنوا، وسأله عمر عن مسألته فأصدر إليه جوابها، فلوى عمر يديه.
ثم قال: أما والله لقد أرادك الحق ولكن أبى قومك!.
فقال عليه السلام له: يا أبا حفص! خفض (6) عليك من هنا ومن هنا * (إن يوم الفصل كان ميقاتا) * (7).
فانصرف وقد أظلم وجهه وكأنما ينظر من (8) ليل.
بيان:
قال الجوهري: ترنح: تمايل من السكر وغيره، ورنح عليه ترنيحا - على بناء ما لم يسم فاعله -.. أي غشي عليه، أو (9) اعتراه وهن في عظامه فتمايل، وهو مرنح (10).