بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥١٩
وشرب.
وقال بعض الشارحين (1) المعنى: ما أبعد ما بين يومي على كور الناقة أدأب وأنصب وبين يومي (2) منادما حيان أخي جابر في خفض ودعة.
فالغرض من التمثيل (3) اظهار البعد بين يومه عليه السلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله مقهورا ممنوعا عن حقه وبين يومه في صحبة النبي صلى الله عليه وآله (4).
فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته..
أصل: يا عجبا: يا عجبي، قلبت الياء ألفا، كأن المتكلم ينادي عجبه ويقول له أحضر فهذا أوان حضورك.
وبينا: هي بين الظرفية أشبعت فتحتها فصارت ألفا (5)، وتقع بعدها إذا الفجائية غالبا (6)، والاستقالة: طلب الإقالة وهو في البيع فسخه للندم، وتكون في البيعة والعهد (7) أيضا، واستقالته قوله بعدما بويع: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم.
وقد روى خبر الاستقالة الطبري في تاريخه (8)، والبلاذري في أنساب

(١) المراد به هو ابن ميثم، قاله في شرحه على نهج البلاغة ١ / ٢٥٧ بتصرف.
(٢) في المصدر: يومي - على كور المطية أدأب وأنصب في الهواجر، وبين يومي..
(٣) في (س): فالغرض عن التمثيل. ومن هنا شرع كلام المصنف رحمه الله وقد انتهى كلام ابن ميثم رحمه الله.
(٤) وقال ابن أبي الحديد في شرحه: ١ / ١٦٨: يقول أمير المؤمنين عليه السلام: شتان بين يومي في الخلافة مع ما انتقض علي من الامر ومنيت به من انتشار الحبل واضطراب أركان الخلافة، وبين يوم عمر حيث وليها على قاعدة ممهدة، وأركان ثابتة، وسكون شامل، فانتظم أمره، واطرد حاله، وسكنت أيامه.
(٥) كما صرح به في النهاية ١ / ١٧٦، ولسان العرب ١٣ / ٦٦.
(٦) نص عليه في مجمع البحرين ٦ / ٢٢٠ وغيره.
(٧) جاء في النهاية ٤ / ١٣٤، ولسان العرب ١١ / ٥٨٠.
(٨) تاريخ الطبري ٢ / 450.
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650