بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٤٧
السواري. قيل: فلم ضرب الوليد بن عقبة بين يدي عثمان؟. قال: لان الحد له واليه، فإذا أمكنه إقامته بكل حيلة. قيل: فلم أشار على أبي بكر وعمر؟.
قال: طلبا منه أن يحيى أحكام القرآن وأن يكون دينه القيم كما أشار يوسف عليه السلام على ملك مصر نظرا منه للخلق، ولان الأرض والحكم فيها إليه، فإذا أمكنه أن يظهر مصالح الخلق فعل، وإن لم يمكنه ذلك بنفسه توصل إليه على يدي من يمكنه طلبا منه لاحياء أمر الله. قيل: لم قعد في الشورى؟. قال: اقتدارا منه على الحجة وعلما بأنهم إن ناظروه أو (1) أنصفوه كان هو الغالب، ومن كان له دعوى فدعي إلى (2) أن يناظر عليه فإن ثبتت له الحجة أعطيه (3)، فإن لم يفعل بطل حقه وأدخل بذلك الشبهة على الخلق، وقد قال عليه السلام يومئذ: اليوم أدخلت في باب إذا أنصفت فيه وصلت إلى حقي، يعني أن الأول استبد بها يوم السقيفة ولم يشاوره، قيل: فلم زوج عمر ابنته؟. قال: لاظهاره الشهادتين وإقراره بفضل رسول الله صلى الله عليه وآله وإرادته استصلاحه وكفه عنه، وقد عرض نبي الله لوط عليه السلام بناته على قومه وهم كفار ليردهم عن ضلالتهم، فقال: [هؤلاء بناتي هن أطهر لكم] (4)، ووجدنا آسية بنت مزاحم تحت فرعون.
وسئل الشيخ المفيد (5): لم أخذ عطاءهم، وصلى خلفهم، ونكح سبيهم، وحكم في مجالسهم؟. فقال: أما أخذه العطاء فأخذ بعض حقه، وأما الصلاة خلفهم فهو الامام، من تقدم بين يديه فصلاته فاسدة، على أن كلا مؤد حقه، وأما نكاحه من سبيهم فمن طريق الممانعة، إن الشيعة روت (6) أن الحنيفة زوجها

(١) في المصدر: الواو بدلا من أو.
(٢) لا توجد: إلى، في (س).
(٣) في المناقب: أعطته.
(٤) هود: ٧٨.
(٥) وبهذا المضمون جاء في الفصول المختارة من العيون والمحاسن، للشيخ المفيد: ٢٧٣، ولعل نصه في غير كتابه هذا.
(٦) في المناقب: روته..
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650