بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٤٩
يا رسول الله أفأجب نفسي؟ قال جف القلم بما فيه (1) بيان: الجب استيصال الخصية، ولعل المراد بجف القلم جريان القضاء والحكم .

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٣٧ أقول: أخرج الخطيب في تاريخه ج 13 ص 452 قال: لما قدم الرشيد المدينة، أعظم أن يرقى منبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قباء أسود ومنطقة، فقال أبو البختري: حدثني جعفر بن محمد الصادق عن أبيه قال: " نزل جبريل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر " ثم كذبه في حديثه ذلك ونقل عن المعافى التيمي أشعارا ينكر فيها على أبي البختري منها:
يا قاتل الله ابن وهب لقد * أعلن بالزور وبالمنكر يزعم أن المصطفى أحمدا * أتاه جبريل التقى السرى عليه خف وقبا أسود * مخنجرا في الحقو بالخنجر ثم ذكر في ص 453 باسناده عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبى البختري فإذا هو يحدث بهذا الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه فقال له: كذبت يا عدو الله على رسول الله، قال:
فأخذني الشرط، قال: فقلت لهم: هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و عليه قباء! فقالوا لي: هذا والله قاض كذاب، وأفرجوا عنى.
قلت: أصل الحديث ما تراه في الصلب، وظاهره نزول جبريل متمثلا بهذا الزي ليرى رسول الله كيف يتزيى بنو عمه بزي الجبابرة، وكيف يتخذون لباس أهل النار شعارا لهم، فالحديث قدح لبني العباس ومثلبة خازية لهم ولمن يعجبه شأنهم، لكن وهب بن وهب أبا البختري، حرف الكلام عن موضعه، وجاء بالحديث على غير وجهه، فجعله مدحا لبني العباس وزيهم الجابرة الغاشمة طمعا في دنياهم الدنية ومن يرد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست