بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٤٦
الشانئ لهم قليلا، والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد، وتضعف العباد، والإياس من الفرج، وعند ذلك يظهر القائم فيهم، قال النبي (صلى الله عليه وآله) اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم ابني (1) وهو من ولد ابنتي يظهر الله الحق بهم، ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف لهم، قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج، فان وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد، وهو الحكيم الخبير، فان فتح الله قريب اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم واحفظهم وارعهم، وكن لهم، .

(1) في المصدر: " واسم أبيه كاسم أبي " وهو الثابت في كتب العامة، الا أن الحديث لا يصح من حيث السند، على ما تقف عليه في ج 51 ص 86 (تاريخ الإمام الثاني عشر (عليه السلام)) راجعه ان شئت، وعلى فرض الصحة وتحقيق لفظ الحديث نقول: لما كان المهدى ص يخرج بعد دهر طويل من ولادته، لا يمكنه في بدء دعوته أن يعرف نفسه ويحقق نسبه بأنه محمد بن الحسن بن علي.... عليهم الصلاة والسلام لعدم الجدوى بذلك، ولان أهل مكة - وهو عليه السلام إنما يظهر في بدء الدعوة بمكة المكرمة زادها الله شرفا - غير معترفين بغيبته دهرا طويلا، ولا بامامة آبائه الكرام، عليهم الصلاة والسلام.
فهو (عليه السلام) إنما يعرف نفسه بأنه محمد بن عبد الله، يعنى أن اسمه الشريف محمد وأن أباه عبد من عباد الله الصالحين، لا يهم الناس أن يعرفوه بأكثر من ذلك، وإنما عليهم أن يعرفوه بأنه المهدى الموعود في كلام النبي الأعظم " انه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا منى من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ".
فالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما أخبر أمته بخروج المهدى من أهل بيته وإنما عرفه بما يعرف المهدى ص نفسه حين يظهر دعوته في آخر الزمان، فلا يناقض هذا الحديث ما أجمعت الامامية عليه بأن المهدى عليه الصلاة والسلام هو محمد بن الحسن العسكري المولود في سنة 255 من هجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، غاب بأمر الله عز وجل وسيظهر انشاء الله عاجلا ليجمع شمل المسلمين ويحق الحق ويبطل الباطل ولو كره الكافرون
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست