بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٥٣
أحد لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي، وعلمه بكتاب الله عز وجل وسنتي، وليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير علي (عليه السلام) إن الله عز وجل علمني علما لا يعلمه غيري، وعلم ملائكته ورسله علما، وكلما علمه ملائكته ورسله فأنا أعلم به، وأمرني الله عز وجل أن أعلمه إياه، ففعلت، فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي فهمي وحكمي غيره، وإنك يا بنيه زوجته، وابناه سبطاي حسن وحسين، وهما سبطا أمتي وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وإن الله عز وجل آتاه الحكمة و فصل الخطاب.
يا بنية إنا أهل بيت أعطانا الله عز وجل سبع خصال لهم يعطها أحدا من الأولين كان قبلكم، ولا يعطيها أحدا من الآخرين غيرنا: نبينا سيد المرسلين وهو أبوك، ووصينا سيد الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة بن عبد المطلب، وهو عم أبيك، قالت: يا رسول الله وهو سيد الشهداء الذين قتلوا معك؟ قال: لابل، سيد شهداء الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء، وجعفر بن أبي طالب (1) ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة وابناك حسن وحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة، ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
قالت: فأي هؤلاء الذين سميت أفضل قال: علي بعدي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي (عليه السلام) وبعدك وبعد ابني وسبطي حسن وحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا، وأشار إلى الحسين، ومنهم المهدي، إنا أهل بيت اختار الله عز وجل لنا الآخرة على الدنيا.
ثم نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليها وإلي بعلها وإلى ابنيها فقال: يا سلمان أشهد الله أني سلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم، أما إنهم معي في الجنة ثم أقبل .

(١) في كتاب سليم: ذو الهجرتين وذو الجناحين، أقول: والمراد أن جعفرا من الخصال التي أعطاها أهل البيت، ويحتمل سقوط عبارة هكذا: " وأخو بعلك جعفر بن أبي طالب "
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست