بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٥٤
القدس مراتب النفس، وروح القدس الخلق الأعظم، ويحتمل أن يكون ارتباط روح القدس متفرعا على حصول تلك الحالة القدسية للنفس، فتطلق روح القدس على النفس في تلك الحالة، وعلى تلك الحالة، وعلى الجوهر القدسي الذي يحصل له الارتباط بالنفس في تلك الحالة، كما تقول الحكماء في ارتباط النفس بالعقل الفعال بزعمهم، وبه يؤولون أكثر الآيات والاخبار اعتمادا على عقولهم القاصرة وأفكارهم الخاسرة " فبه قووا على طاعة الله " أقول: روح القوة روح بها يقوون على الأعمال وهي مشتركة بين الفريقين، لكن لما كان أصحاب اليمين يصرفونها إلى طاعة الله عبر عنها كذلك، وكذا روح الشهوة هي ما يصير سببا للميل إلى المشتهيات. فأصحاب الشمال يستعملونها في المشتهيات الجسمانية، وأصحاب اليمين في اللذات الروحانية، وعدم ذكر أصحاب المشأمة لظهور أحوالهم مما مر، لأنه ليس لهم روح القدس ولا روح الايمان ففيهم الثلاثة الباقية التي هي موجودة في الحيوانات أيضا، كما قال سبحانه: " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا (1) وسيأتي تفصيل القول في ذلك في كتاب السماء والعالم انشاء الله تعالى.
14 - بصائر الدرجات: عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن يحيى بن صالح عن محمد بن خالد الأسدي عن الحسن بن إبراهيم (2) عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح: روح البدن، وروح القدس، وروح القوة، و روح الشهوة، وروح الايمان، وفي المؤمنين أربعة أرواح، أفقدها روح القدس (3) روح البدن، وروح القوة وروح الشهوة، وروح الايمان، وفي الكفار ثلاثة أرواح روح البدن، وروح القوة، وروح الشهوة.
ثم قال: روح الايمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيرة، فإذا عمل بكبيرة

(١) الفرقان: ٤٤.
(2) في المصدر: عن الحسن بن جهم.
(3) إنما فقدوا روح القدس. خ ل ظ.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364