بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٤ - الصفحة ١٦١
بيان: قال الطبرسي قدس الله روحه في تفسير الآية: ضرب سبحانه مثلا للكافر وعبادته الأصنام فقال: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) أي مختلفون سيؤا الأخلاق (1) وإنما ضرب هذا المثل لسائر المشركين، ولكنه ذكر رجلا واحدا وصفه بصفة موجودة في سائر المشركين، فيكون المثل المضروب له مضروبا لهم جميعا، ويعني بقوله: (رجلا فيه شركاء) أي يعبد آلهة مختلفة و أصناما كثيرة وهم متشاجرون متعاسرون، هذا يأمره، وهذا ينهاه، ويريد كل واحد منهم أن يفرده بالخدمة، ثم يكل كل منهم أمره إلى الآخر ويكل الآخر إلى آخر فيبقى هو خاليا عن المنافع، وهذا حال من يخدم جماعة مختلفة الآراء والأهواء، هذا مثل الكافر، ثم ضرب مثل المؤمن الموحد فقال: (ورجلا سلما لرجل) أي خالصا يعبد مالكا واحدا لا يشوب بخدمته خدمة غيره، ولا يأمل سواه ومن كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته، لا سيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا كريما (2).
10 - وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن علي عليه السلام أنه قال:
أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله (3).
11 - وروى العياشي باسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: الرجل السلم للرجل (4) علي حقا وشيعته (5).
قوله عليه السلام: فلان الأول، أي أبو بكر، فإنه لضلالته وعدم متابعته للنبي صلى الله عليه وآله اختلف المشتركون في ولايته على أهواء مختلفة يلعن بعضهم بعضا ومع ذلك تقول العامة: كلهم على الحق، وكلهم من أهل الجنة، قوله عليه السلام:
فإنه الأول حقا، يعني أمير المؤمنين عليه السلام، وبالرجل الثاني رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه الامام الأول حقا، وهذا يحتمل وجهين: الأول أن يكون المراد بالرجل

(1) في المصدر: سيئوا الأخلاق متنازعون.
(2) مجمع البيان 8: 497.
(3) في المصدر: السلم للرجل حقا على وشيعته.
(4) مجمع البيان 8: 497.
(5) مجمع البيان 8: 497.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 23 - باب أنهم عليهم السلام الأبرار والمتقون والسابقون والمقربون وشيعتهم أصحاب اليمين، وأعداؤهم الفجار والأشرار وأصحاب الشمال 1
2 24 - باب أنهم عليهم السلام السبيل والصراط، وهم وشيعتهم المستقيمون عليها. 9
3 25 - باب آخر في أن الاستقامة إنما هي على الولاية 25
4 26 - باب أن ولايتهم الصدق، وأنهم الصادقون والصديقون والشهداء والصالحون 30
5 27 - باب آخر في تأويل قوله تعالى: أن لهم قدم صدق عند ربهم 40
6 28 - أن الحسنة والحسنى الولاية، والسيئة عداوتهم عليهم السلام 41
7 29 - باب أنهم عليهم السلام نعمة الله والولاية شكرها، وأنهم فضل الله ورحمته، وأن النعيم هو الولاية وبيان عظم النعمة على الخلق بهم عليهم السلام 48
8 30 - باب أنهم عليهم السلام النجوم والعلامات، وفيه بعض غرائب التأويل فيهم وفي أعدائهم 67
9 31 - باب أنهم عليهم السلام حبل الله المتين والعروة الوثقى وأنهم آخذون بحجزة الله 82
10 32 - باب أن الحكمة معرفة الامام 86
11 33 - باب أنهم عليهم السلام الصافون والمسبحون، وصاحب المقام المعلوم وحملة عرش الرحمن، وأنهم السفرة الكرام البررة 87
12 34 - باب أنهم عليهم السلام أهل الرضوان والدرجات، وأعداءهم أهل السخطو العقوبات 92
13 35 - باب أنهم عليهم السلام الناس 94
14 36 - باب أنهم عليهم السلام البحر واللؤلؤ والمرجان 97
15 37 - باب أنهم عليهم السلام الماء المعين، والبئر المعطلة و... 100
16 38 - باب نادر في تأويل النحل بهم عليهم السلام 110
17 39 - باب أنهم عليهم السلام السبع المثاني 114
18 40 - باب أنهم عليهم السلام أولو النهي 118
19 41 - باب أنهم عليهم السلام العلماء في القرآن وشيعتهم أولو الألباب 119
20 42 - باب أنهم عليهم السلام المتوسمون، ويعرفون جميع أحوال الناس عند رؤيتهم 123
21 43 - باب أنه نزل فيهم عليهم السلام قوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) - إلى قوله - (واجعلنا للمتقين إماما) 132
22 44 - باب أنهم عليهم السلام الشجرة الطيبة في القرآن وأعداؤهم الشجرة الخبيثة 136
23 45 - باب أنهم عليهم السلام الهداية والهدى والهادون في القرآن 143
24 46 - باب أنهم عليهم السلام خير أمة وخير أئمة أخرجت للناس وأن الامام في كتاب الله إمامان 153
25 47 - باب أن السلم الولاية، وهم وشيعتهم أهل الاستسلام والتسليم 159
26 48 - باب أنهم عليهم السلام خلفاء الله، والذين إذا مكنوا في الأرض أقاموا شرائع الله وسائر ما ورد في قيام القائم عليه السلام زائدا على ما سيأتي 163
27 49 - باب أنهم عليهم السلام المستضعفون الموعودون بالنصر من الله تعالى 167
28 50 - باب أنهم عليهم السلام كلمات الله وولايتهم الكلم الطيب 173
29 52 - باب أنهم عليهم السلام وولايتهم العدل والمعروف والاحسان و... 187
30 53 - باب أنهم عليهم السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها 191
31 54 - باب أن المرحومين في القرآن هم وشيعتهم عليهم السلام 204
32 55 - باب ما نزل في أن الملائكة يحبونهم ويستغفرون لشيعتهم 208
33 56 - باب أنهم عليهم السلام حزب الله وبقيته وكعبته وقبلته، وأن الإثارة من العلم علم الأوصياء 211
34 57 - باب ما نزل فيهم عليهم السلام من الحق والصبر والرباط والعسر واليسر 214
35 58 - باب أنهم عليهم السلام المظلومون وما نزل في ظلمهم 221
36 59 - باب نادرفي تأويل قوله تعالى (سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) 232
37 60 - باب تأويل الأيام والشهور بالأئمة عليهم السلام 238
38 61 - باب ما نزل في النهي عن اتخاذ كل بطانة ووليجة وولي من دون الله وحججه عليهم السلام 244
39 62 - باب أنهم عليهم السلام أهل الأعراف الذين ذكرهم الله في القرآن لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه 247
40 63 - باب الآيات الدالة على رفعة شأنهم ونجاة شيعتهم في الآخرة والسؤال عن ولايتهم 257
41 64 - باب ما نزل في صلتهم وأداء حقوقهم عليهم السلام 278
42 65 - باب تأويل سورة البلد فيهم عليهم السلام 280
43 66 - باب أنهم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات وأعداءهم الفواحش والمعاصي في بطن القرآن وفيه بعض الغرائب وتأويلها 286
44 67 - باب جوامع تأويل ما نزل فيهم عليهم السلام ونوادرها 305