بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٦٤
استقبلته النساء يولولن (1) ويبكين، فاستقبلته زينب بنت جحش فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: احتسبي، فقالت: من يا رسول الله؟ قال: أخاك، قالت " إنا لله وإنا إليه راجعون " هنيئا له الشهادة، ثم قال لها: احتسبي، قالت (2): من يا رسول الله؟
قال: حمزة بن عبد المطلب، قالت: " إنا لله وإنا إليه راجعون " هنيئا له الشهادة، ثم قال لها: احتسبي، قالت (3): من يا رسول الله؟ قال: زوجك مصعب بن عمير، قالت: وا حزناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن للزوج عند المرأة لحدا مالا حد مثله، فقيل لها: لم قلت ذلك في زوجك؟ قالت: ذكرت يتم ولده.
قال: وتؤامرت قريش على أن يرجعوا ويغيروا على المدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اي رجل (4) يأتينا بخبر القوم؟ فلم يجبه أحد، فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
أنا آتيكم (5) بخبرهم، قال: اذهب فإن كانوا ركبوا الخيل وجنبوا الإبل فهم (6) يريدون المدينة، والله لئن أرادوا المدينة لأنازلن الله فيهم، وإن كانوا ركبوا الإبل وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة، فمضى أمير المؤمنين عليه السلام على ما به من الألم والجراحات، حتى كان قريبا من القوم فرآهم قد ركبوا والإبل وجنبوا الخيل، فرجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرادوا مكة.
فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديا ينادي: يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج، و من لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون (7) جراحاتهم ويداونها، وأنزل

(1) ولولت المرأة: دعت بالويل. اعولت.
(2) فقالت خ ل.
(3) فقالت خ ل.
(4) من رجل خ ل.
(5) آتيك خ ل.
(6) فإنهم خ ل.
(7) في المصدر: يصمدون. أقول: لعله من صمد الرجل رأسه: لف عليه صمادا. أي يلقون على جراحاتهم خرقة.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست