بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٥٩
قوله تعالى. " ولقد كنتم تمنون الموت (1) الآية [وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه) (2) خ] فإن المؤمنين لما أخبرهم الله بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر ومنازلهم من الجنة رغبوا في ذلك، فقالوا: اللهم أرنا قتالا نستشهد فيه، فأراهم الله إياه يوم أحد، فلم يثبتوا إلا من شاء الله منهم، فذلك قوله: " ولقد كنتم تمنون " الآية.
وأما قوله: " وما محمد إلا رسول " (3) الآية فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما خرج يوم أحد وعهد العاهد به على تلك الحال، فجعل الرجل يقول لمن لقيه (4): إن رسول - الله صلى الله عليه وآله قد قتل، النجاء، فلما رجعوا إلى المدينة أنزل الله: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " إلى قوله: " انقلبتم على أعقابكم " يقول إلى الكفر.
قوله: " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير " يقول كأين من نبي قبل محمد قتل معه ربيون كثير، والربيون: الجموع الكثيرة، والربة الواحدة: عشرة آلاف " فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله " من قتل نبيهم " وما ضعفوا " إلى قوله:
" وإسرافنا في أمرنا " (5) يعنون خطاياهم.
قال علي بن إبراهيم في قوله: " يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا " يعني عبد الله بن أبي، حيث خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم رجع يجبن أصحابه " سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب " يعني قريشا " بما أشركوا بالله (6) ".
قوله: " ولقد صدقكم الله وعده " يعني ان ينصركم عليهم " إذ تحسونهم بإذنه " إذ (7) تقتلونهم بإذن الله " من بعد ما أراكم ما تحبون " (8) أي ما كانوا أحبوا

(1) تقدم ذكر موضع الآية في صدر الباب.
(2) موجود أيضا في المصدر المطبوع والمخطوط.
(3) تقدم ذكر موضع الآية في صدر الباب.
(4) لمن لقى خ ل.
(5) تقدم ذكر موضع الآيات في صدر الباب، (6) تقدم ذكر موضع الآيات في صدر الباب، (7) أي خ ل.
(8) في المصدر بعد قوله. (بإذن الله): [قوله تعالى. في المخطوط] حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست