بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٦٦
المدينة وأنزل الله: " الذين استجابوا لله وللرسول (1) " إلى قوله: " الذين قال لهم الناس " يعني نعيم بن مسعود، فهذا لفظه عام، ومعناه خاص " إن الناس قد جمعوا لكم " الآية.
فلما دخلوا المدينة قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله تعالى: " أو لما أصابتكم مصيبة (2) " الآية، وذلك أن يوم بدر قتل من قريش سبعون، واسر منهم سبعون وكان الحكم في الأسارى القتل، فقامت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله هبهم لنا ولا تقتلهم حتى نفاديهم، فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: إن الله قد أباح لهم الفداء أن يأخذوا من هؤلاء ويطلقوهم على أن يستشهد منهم في عام قابل بقدر ما يأخذون (3) منه الفداء، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الشرط، فقالوا: قد رضينا به نأخذ العام الفداء من هؤلاء ونتقوى به، ويقتل منا في عام قابل بعدد من نأخذ منهم الفداء، وندخل الجنة، فأخذوا منهم الفداء وأطلقوهم، فلما كان في هذا اليوم وهو يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله سبعون، فقالوا: يا رسول الله ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر (4)؟
فأنزل الله: " أو لما أصابتكم " إلى قوله: " هو من عند أنفسكم " بما اشترطتم يوم بدر (5).
بيان: الشعب بالكسر: الطريق في الجبل. والكمين كأمير: القوم يكمنون في الحرب، والسواد: المال الكثير، وانسل وتسلل: انطلق في استخفاء، قوله:
تجهزونا إما من تجهيز المسافر بمعنى تهيئة أسبابه، أو من قولهم: أجهز على الجريح:
إذا أثبت قتله وأسرعه وتمم عليه. قوله: ولنا نصول، أي سهام وسيوف، والصؤل

(1) هكذا في نسخة المصنف وغيرها، والصحيح كما في المصحف والمصدر " الرسول " وقد تقدم الآية في صدر الباب.
(2) تقدم ذكر موضع الآيات في صدر الباب.
(3) من يأخذون خ ل.
(4) في المصدر: تعدنا بالنصر.
(5) تفسير القمي: 100 - 115. والآيات تقدم ذكر موضعها في صدر الباب.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست