بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٦٠
وسألوا من الشهادة " منكم من يريد الدنيا " يعني أصحاب عبد الله بن جبير الذين تركوا مراكزهم ومروا للغنيمة (1) " ومنكم من يريد الآخرة " يعني عبد الله بن جبير وأصحابه الذين بقوا (2) حتى قتلوا " ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " أي يختبركم ثم (3) ذكر المنهزمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: " إذ تصعدون ولا تلوون " إلى قوله: " والله خبير بما تعملون ".
وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " فأثابكم غما بغم " فأما الغم الأول فالهزيمة والقتل، والغم الآخر فإشراف خالد بن الوليد عليهم.
يقول: " لكيلا تحزنوا على ما فاتكم " من الغنيمة " ولا ما أصابكم " يعني قتل إخوانهم " والله خبير بما تعملون * ثم أنزل عليكم من بعد الغم " قال: يعني الهزيمة، وتراجع أصحاب رسول الله المجروحون وغيرهم فأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأحب الله أن يعرف رسوله صلى الله عليه وآله من الصادق منهم ومن الكاذب، فأنزل الله عليهم النعاس في تلك الحالة حتى كانوا (4) يسقطون إلى الأرض، وكان المنافقون الذين يكذبون لا يستقرون قد طارت عقولهم وهم يتكلمون بكلام لا يفهم عنهم، فأنزل الله عليه: " يغشى طائفة منكم " يعني المؤمنين " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شئ " قال الله لمحمد: " قل إن الامر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا " يقولون: لو كنا في بيوتنا ما أصابنا القتل، قال الله: " لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم و ليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور (5) " فأخبر الله رسوله ما في قلوب القوم

(1) في المصدر المطبوع: وفروا للغنيمة.
(2) بقوا معه خ ل. أقول: في المصدر المخطوط: الذين بقوا لم يبرحوا حتى استشهدوا معه حتى قتلوا.
(3) زاد في المصدر: " ولقد عفى عنكم والله ذو فضل على المؤمنين " ثم ذكر اه‍.
(4) حتى كادوا خ ل.
(5) تقدم ذكر موضع الآية في صدر الباب.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست