بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٢
السيف يسقط من يد أحدنا فيأخذه، ثم يسقط فيأخذه، والامنة: الامن، نصب على المفعول، و " نعاسا " بدل منها، أو هو المفعول و " أمنة " حال منه متقدمة أو مفعول له، أو حال من المخاطبين بمعنى ذوي أمنة أو على أنه جمع آمن " يغشى طائفة منكم " أي النعاس (1).
قال الطبرسي رحمه الله: وكان السبب في ذلك توعد المشركين لهم بالرجوع إلى القتال، فقعد المسلمون تحت الحجف (2) متهيئين للحرب، فأنزل الله الامنة على المؤمنين فناموا دون المنافقين الذين أزعجهم الخوف بأن يرجع الكفار عليهم، أو يغيروا على المدينة لسوء الظن فطير عنهم النوم (3).
وقال البيضاوي: و " طائفة " هم المنافقون " قد أهمتهم أنفسهم " أوقعتهم أنفسهم في الهموم أو ما يهمهم إلا هم أنفسهم وطلب خلاصها " يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية " صفة أخرى لطائفة، أو حال أو استيناف على وجه البيان لما قبله، و " غير الحق " نصب على المصدر، أي يظنون بالله غير ظن الحق الذي يحق أن يظن به، و " ظن الجاهلية " بدله، وهو الظن المختص بالملة الجاهلية وأهلها " يقولون " أي لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو بدل يظنون: " هل لنا من الامر من شئ " هل لنا مما أمر الله ووعد من النصر والظفر نصيب قط، وقيل: اخبر ابن أبي بقتل بني الخزرج فقال ذلك، والمعنى أنا منعنا تدبير أنفسنا وتصريفها باختيارنا فلم يبق لنا من الامر شئ، أو هل يزول عنا هذا القهر فيكون لنا من الامر شئ " قل إن الامر كله لله " أي الغلبة الحقيقية لله ولأوليائه، فإن حزب الله هم الغالبون، أو القضاء له (4) يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو اعتراض " يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك " حال من ضمير " يقولون " أي يقولون مظهرين أنهم مسترشدون طالبون للنصر

(1) أنوار التنزيل 1: 237 و 238.
(2) الحجف: الترس من جلد بلا خشب.
(3) مجمع البيان 2: 522.
(4) في المصدر: إذا لقضاء له.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست