بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٢
" أو يعذبهم " إن لم يتوبوا " فإنهم ظالمون " أي يستحقون العذاب بظلمهم (1).
وقال رحمه الله في قوله تعالى: " ولا تهنوا " قيل: نزلت الآية تسلية للمسلمين لما نالهم يوم أحد من القتل والجراح عن الزهري وقتادة وابن نجيح (2)، وقيل:
لما انهزم المسلمون في الشعب وأقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلوا عليهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وآله: " لا يعلن علينا (3)، اللهم لا قوة لنا إلا بك، اللهم لا يعبدك بهذه البلدة إلا هؤلاء النفر " فأنزل الله الآية، وثاب نفر رماة وصعدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم، وعلا المسلمون الجبل فذلك قوله: " وأنتم الأعلون " عن ابن عباس، وقيل: نزلت الآية بعد يوم أحد حين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه بطلب القوم، وقد أصابهم من الجراح ما أصابهم، وقال صلى الله عليه وآله: " لا يخرج إلا من شهد معنا بالأمس " فاشتد ذلك على المسلمين، فأنزل الله تعالى هذه الآية عن الكلبي، ودليله قوله تعالى: " ولا تهنوا في ابتغاء القوم " الآية.
" ولا تهنوا " أي لا تضعفوا عن قتال عدوكم " ولا تحزنوا " بما يصيبكم في أموالكم وأبدانكم، وقيل: لا تضعفوا بما نالكم من الجراح ولا تحزنوا على ما نالكم من المصائب بقتل الاخوان، أو لا تهنوا لما نالكم من الهزيمة، ولا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة " وأنتم الأعلون " أي الظافرون المنصورون (4)، أو الأعلون في المكان " إن كنتم مؤمنين " معناه إن من كان مؤمنا يجب أن لا يهن ولا يحزن لثقته بالله، أو إن كنتم مصدقين بوعدي لكم بالنصرة والظفر على عدوكم " إن يمسسكم قرح " أي جراح فقد أصاب القوم جراح مثله عن ابن عباس: وقيل: إن يصبكم ألم و جراحة يوم أحد فقد أصاب القوم ذلك يوم بدر.

(1) مجمع البيان 2: 500 و 501.
(2) هكذا في نسخة المصنف، وفيه وهم، والصحيح كما في المصدر: ابن أبي نجيح، وهو عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار الثقفي مولاهم. المتوفى سنة 131 (أو) بعدها (3) في المصدر: اللهم لا يعلن علينا.
(4) زاد في المصدر: الغالبون عليهم في العاقبة.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست