بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٣١١
لها وتوكل على الله " فلما قوي الاسلام وكثر المسلمون أنزل الله تعالى: " ولا تهنوا (1) وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم " فنسخت هذه الآية التي أذن لهم فيها أن يجنحوا - وساق الحديث إلى أن قال: - أما الجدال ومعانيه في كتاب الله (2) " وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون (3) " ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بدر كان خروجه في طلب العدو، وقال لأصحابه: إن الله عز وجل قد وعدني أن أظفر بالعير، أو بقريش، فخرجوا معه على هذا، فلما أفلتت العير وأمره الله بقتال قريش أخبر أصحابه فقال: إن قريشا قد أقبلت، وقد وعدني الله سبحانه إحدى الطائفتين أنها لكم، وأمرني بقتال قريش، قال: فجزعوا من ذلك وقالوا: يا رسول الله فإنا لم نخرج (4) على أهبة الحرب، قال: وأكثر قوم منهم الكلام والجدال، فأنزل الله تعالى: " وإذ يعدكم الله (5) " الآية، وساقه إلى أن قال: رجل من الأنصار (6) يقال له: رفاعة بن زيد بن عامر، وكان عم قتادة بن النعمان الأنصاري وكان قتادة ممن شهد بدرا (7).
أقول: سيأتي في غزوة أحد بعض أخبار الباب.
60 - الاختصاص: ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن

(١) الصحيح: " فلا تهنوا " راجع سورة محمد: ٣٥. ولعل التصحيف من ناسخ التفسير.
(٢) زاد في المصدر: فقوله تعالى.
(٣) الأنفال: ٥ و 6.
(4) في المصدر: انا لم نخرج.
(5) تقدم ذكر موضع الآية في صدر الباب.
(6) قد اسقط المصنف قطعة طويلة من الحديث لا تتعلق بالباب، وذكره هذه الجملة للايعاز إلى أن الرجل كان ممن شهد بدرا.
(7) المحكم والمتشابه: 10 و 11 و 81 و 82 و 92.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست