بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٣١٤
إنما يريد القوم بني عمهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وحمزة وعبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب، فبرزوا بين يديه بالسلاح، فقال: اجعلاه بينكما، وخاف عليه الحداثة، فقال: اذهبوا فقاتلوا عن حقكم وبالدين الذي بعث به نبيكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفؤوا نور الله بأفواههم، اذهبوا في حفظ الله [أو في عون الله] فخرجوا يمشون حتى إذا كانوا قريبا حيث يسمعون الصوت. فصاح بهم عتبة: انتسبوا نعرفكم، فإن تكونوا أكفاء نقاتلكم، وفيهم نزلت هذه الآية: " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ".
فقال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان قريب السن من أبي طالب وهو يومئذ أكبر المسلمين (1) فقال هو: كفو كريم، ثم قال لحمزة: من أنت؟ قال: أنا حمزة بن عبد المطلب، أنا أسد الله وأسد رسوله، أنا صاحب الحلفاء، فقال له عتبة: سترى صولتك اليوم يا أسد الله وأسد رسوله، قد لقيت أسد المطيبين، فقال لعلي: من أنت، فقال: أنا عبد الله وأخو رسوله، أنا علي بن أبي طالب، فقال: يا وليد دونك الغلام، فأقبل الوليد يشتد إلى علي قد تنور وتخلق (2) عليه خاتم من ذهب بيده السيف - قال علي: قد ظل (3) علي في طول نحو من ذراع، فختلته حتى ضربت يده التي فيها السيف، فبدرت يده وبدر السيف (4) حتى نظرت إلى بصيص الذهب في البطحاء، وصاح صيحة أسمع أهل العسكرين - فذهب مولى نحو أبيه و شد عليه علي عليه السلام فضرب فخذه فسقط، وقام علي عليه السلام وقال:
أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب * وهاشم المطعم في العام السغب أوفي بميثاقي وأحمي عن حسب ثم ضربه فقطع فخذه، قال ففي ذلك تقول هند بنت عتبه:

(1) زاد في المصدر هنا: أنا الأسد في الجلسة.
(2) في المصدر: قد تحلق.
(3) قد طال خ ل.
(4) في المصدر: فندر يده وندر السيف.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست