بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ٢٤٥
فخرج ضمضم يبادر إلى مكة، ورأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم في منامها بثلاثة أيام كأن راكبا قد دخل مكة ينادي: يا آل غدر يا آل غدر (1)، اغدوا إلى مصارعكم صبح ثالثة، ثم وافى بجمله على أبي قبيس فأخذ حجرا فدهده من الجبل (2) فما ترك دارا من دور قريش إلا أصابه منه فلذة، وكان وادي مكة قد سال من أسفله دما، فانتبهت ذعرة فأخبرت العباس بذلك، فأخبر العباس عتبة بن ربيعة، فقال: عتبة: هذه مصيبة تحدث في قريش، وفشت (3) الرؤيا في قريش وبلغ (4) ذلك أبا جهل فقال: ما رأت عاتكة هذه الرؤيا، وهذه نبية ثانية في بني عبد المطلب واللات والعزى لننتظرن ثلاثة أيام، فإن كان ما رأت حقا فهو كما رأت، وإن كان غير ذلك لنكتبن بيننا كتابا أنه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجالا ولا نساء من بني هاشم، فلما مضى يوم قال أبو جهل: هذا يوم قد مضى، فلما كان اليوم الثاني قال أبو جهل: هذا يومان قد مضيا، فلما كان اليوم الثالث وافى ضمضم (5) ينادي في الوادي: يا آل غالب، يا آل غالب، اللطيمة اللطيمة، العير العير، أدركوا وما أراكم تدركون، فإن محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم التي فيها خزائنكم، فتصايح الناس بمكة، وتهيأوا للخروج، وقام سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية، وأبو البختري بن هشام، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج، ونوفل بن خويلد فقال: يا معشر قريش والله ما أصابكم مصيبة أعظم من هذه أن يطمع محمد والصباة من أهل يثرب أن يتعرضوا لعيركم التي فيها خزائنكم، فوالله ما قرشي ولا قرشية إلا و لها في هذا العير نش (6) فصاعدا، وإنه لمن الذل (7) والصغار أن يطمع محمد في أموالكم

(1) يا آل عدى يا آل فهر خ ل. وفى المصدر: يا آل غدر يا آل فهر.
(2) في المصدر: فدهدهه من الجبل.
(3) في المصدر: فبثت الرؤيا.
(4) فبلغ خ ل.
(5) أتى ضمضم خ ل.
(6) نشرة خ ل. شئ خ.
(7) في المصدر: ان هو الا الذل.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست