بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٢٣
مالك وعباس بن عبادة من بني سالم فقالوا: يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، يعني ناقته، ثم تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو في رجال من بني بياضة فقال كذلك، (1) ثم اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد وعبد الله بن رواحة في رجال من بني الحارث بن الخزرج (2) فانطلقت حتى إذا وازت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بنى النجار، (3) فلما بركت ورسول الله صلى الله عليه وآله لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وآله واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفت (4) إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت، ثم تجلجلت ورزمت (5) ووضعت جرانها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتمل أبو أيوب

(١) في المصدر زيادة هي: ثم اعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمر وفى رجال من بنى ساعدة. أقول: هي موجودة أيضا في سيرة ابن هشام.
(٢) في السيرة هنا زيادة أسقطها ابن شهرآشوب وهي: فانطلقت حتى إذا مرت بدار بنى عدى بن النجار - وهم أخواله دنيا: أم عبد المطلب سلمى بنت عمر واحدى نسائهم - اعترضها سليط بن قيس وأبو سليط أسيرة بن أبي خارجة في رجال من بنى عدى بن النجار، فقالوا يا رسول الله هلم إلى أخوالك إلى العدد والعدة والمنعة، قال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فخلوا سبيلها فانطلقت إه‍.
(٣) زاد في السيرة: ثم من بنى مالك بن النجار، وهما في حجر معاذ بن عفراء: سهل و سهيل ابني عمرو.
(٤) في السيرة: ثم التفتت.
(٥) تجلجلت: تضعضعت وفى السيرة: تحلحلت أي تحركت. وفى النهاية: ثم تحلحلت و أرزمت ووضعت جرانها، تلحلحت أي أقامت ولزمت مكانها ولم تبرح وهو ضد تحلحل. أقول:
قوله: رزمت، يقال: رزمت الناقة رزوما: إذا أقامت من الكلال والاعياء، وفى النهاية: ناقة رازم: هي التي لا تتحرك من الهزال، وأما معنى الكلمة على ما رواها ابن الأثير وهي أرزمت، فهو فسرها بقوله: أي صوتت، والارزام: الصوت لا يفتح به الفم ويمكن أن تكون " رزمت " من باب التفعيل من رزم القول: ضربوا بأنفسهم الأرض لا يبرحون.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست