بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١١٢
المسلمون ينقلونها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يحمل حجرا على بطنه، فاستقبله أسيد بن حضير فقال: يا رسول الله أعطني أحمله عنك، قال: لا اذهب فاحمل غيره، فنقلوا الحجارة ورفعوها من الحفرة حتى بلغ وجه الأرض، ثم بناه أولا بالسعيدة:
لبنة لبنه، ثم بناه بالسميط وهو لبنة ونصف، ثم بناه بالأنثى والذكر: لبنتين مخالفتين، ورفع حائطه قامة، وكان مؤخره (1) مائة ذراع، ثم اشتد عليهم الحر فقالوا يا رسول الله لو أظللت عليه ظلا، فرفع صلى الله عليه وآله أساطينه في مقدم المسجد إلى ما يلي الصحن بالخشب. ثم ظلله وألقى عليه سعف النخل فعاشوا فيه، فقالوا: يا رسول الله لو سقفت سقفا، قال: لا عريش كعريش موسى الامر أعجل من ذلك، وابنتي رسول الله صلى الله عليه وآله منازله ومنازل أصحابه حول المسجد، وخط لأصحابه خططا، فبنوا فيه منازلهم، وكل شرع (2) منه بابا إلى المسجد وخط لحمزة وشرع بابه إلى المسجد، وخط لعلي بن أبي طالب عليه السلام مثل ما خط لهم، وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تأمر كل من كان له باب إلى المسجد أن يسده، ولا يكون لاحد باب إلى المسجد إلا لك ولعلي عليه السلام، ويحل لعلي فيه ما يحل لك، فغضب أصحابه وغضب حمزة وقال: أنا عمه يأمر بسد بابي، ويترك باب ابن أخي وهو أصغر مني، فجاءه فقال: يا عم لا تغضبن من سد بابك وترك باب علي فوالله ما أنا أمرت بذلك (3) ولكن الله أمر بسد أبوابكم وترك باب علي، فقال: يا رسول الله رضيت وسلمت لله ولرسوله.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله حيث بني منازله كانت فاطمة عليها السلام عنده، فخطبها أبو بكر فقال رسول الله: أنتظر أمر الله، ثم خطبها عمر فقال: مثل ذلك، فقيل

(1) في نسخة: وكان مؤخره في مائة ذراع. وفى المصدر: وكان مؤخر [ذراع] في مائة ذراع.
(2) شرع الباب إلى الطريق أي أنفذه إليه.
(3) في المصدر: ما أمرت أنا بذلك.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست