بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٩ - الصفحة ١٢٥
ثم انتقل من بيت أبي أيوب إلى مساكنه التي بنيت له، وقيل: كان مدة مقامه بالمدينة إلى أن بنى المسجد وبيوته من شهر ربيع الأول إلى صفر من السنة القابلة (1).
بيان: قال الجزري: في حديث سلمان ابني قيلة، يريد الأوس والخزرج قبيلتي الأنصار، وقيلة اسم أم لهم قديمة، وهي قيلة بنت كاهل انتهى.
قوله: هذا جدكم، أي صاحب جدكم وسلطانكم، ويحتمل أن يريد هذا سعدكم ودولتكم.
أقول: قال الطبرسي رحمه الله في تفسير آية الجمعة: (2) قال ابن سيرين:
جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة، وقيل: قبل أن تنزل الجمعة قالت الأنصار: لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى يوم أيضا مثل ذلك، فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله عز وجل ونشكره، أو كما قالوا فقالوا: (3) يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ، وذكرهم، فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه، فذبح لهم أسعد بن زرارة شاة، فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة وذلك لقلتهم، فأنزل الله تعالى في ذلك: " إذا نودي للصلاة " الآية، فهذه أول جمعة جمعت في الاسلام، فأما أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه فقيل: إنه قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مهاجرا حتى نزل قباء على بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين الضحى، فأقام بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم، ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بنى سالم بن عوف في بطن وادلهم قد اتخذوا

(١) مناقب آل أبي طالب ١: ١٦٠ و ١٦١. والحديث موجود في سيرة ابن هشام ١: ١١٢ - ١١٥، إلى قوله: وقيل.
(٢) الجمعة: ٩.
(3) المصدر خال عن قوله: فقالوا.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست